توقّعت وزارة الصحة العراقية، اليوم الأربعاء، ارتفاعاً جديداً في مؤشر إصابات كورونا في البلاد، خلال الأيام المقبلة، ولوّحت بالعودة إلى حظر التجول الشامل للحدّ من انتشار الوباء.
ويتصدّر العراق قائمة دول الشرق الأوسط الأكثر تضرراً من وباء كورونا، إذ تجاوز عدد الإصابات فيه عتبة المليون و300 ألف إصابة، مع أكثر من 17 ألف حالة وفاة، منذ ظهور الوباء ولغاية أمس الثلاثاء.
وقالت عضو الفريق الطبي للوزارة، ربى فلاح حسن، إنّ "تزايد أعداد الإصابات وتجاوزها عتبة 8 آلاف ضمن الموقف الوبائي، يشكّل تهديداً حقيقياً يفوق إمكانيات المؤسسات الصحية في استيعاب المرضى الداخلين إلى المراكز الصحية والمستشفيات وردهات العناية المركّزة".
واضافت، في تصريح لصحيفة "الصباح" المحلية الرسمية، أنّ "هذا الارتفاع يعود إلى التهاون الكبير من قبل المواطنين وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية، وزيادة الفحوصات وتشخيص الحالات في المختبرات، وقلة أعداد الملقحين".
وأكّدت أنّ "اللجنة العليا للصحة والسلامة ستتخذ قرارات صارمة وفق مستجدات الموقف الوبائي خلال الفترة المقبلة، لأنّ التوقعات تشير إلى إمكانية تصاعد الإصابات نتيجة الموجة الوبائية الثالثة من الجائحة، التي تتميز بخطورتها وسرعة انتشارها في نقل العدوى".
وأشارت حسن إلى أنّ "المرحلة المقبلة تتطلب توسعة العمل ومضاعفته مع زيادة أعداد الإصابات، إلى جانب مراقبة الموقف الوبائي وحملات الرصد والتلقيح". وأوضحت أنّ "الوزارة وضعت خطة لزيادة عدد المنافذ التلقيحية مع ترقب وصول الملايين من جرعات اللقاح، مع اتخاذ إجراءات جديدة لتلقيح موظفي الجامعات، وسيتم أيضاً تنفيذ حملات للتطعيم في المعاهد الطبية والمخبرية".
وشدّدت على "أهمية اللقاح بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والقلب ومرضى السرطان، لأنه لا يوجد أيّ مبرر أو تخوف من الإقبال على أخذ الجرعة"، مضيفة أنّ "المؤسسات الصحية قد خصّصت لجاناً تعمل على فحص المريض قبل إعطائه اللقاح، وهي التي تقرّر إعطاءه اللقاح من عدمه".
في الأثناء، لوّحت الوزارة بإمكانية العودة إلى الإغلاق الشامل، في خطوة للحدّ من تفشي الإصابات. وقال مدير الصحة العامة في وزارة الصحة، رياض الحلفي، إنّ "مواجهة أي سلالة من فيروس كورونا تعتمد على الالتزام بالإجراءات الوقائية والتلقيح". وأضاف، في إيجاز صحافي، أنه "من الممكن اللجوء إلى الحظر الشامل إذا ارتفعت أعداد الإصابات بشكل يهدّد قدرة المستشفيات على استيعابها".
وبشأن أخذ اللقاح، أكّد أنّ "الإقبال على اللقاح يتزايد تدريجياً"، متوقعاً "ازدياد أعداد الملقحين مع توفر اللقاحات في الأسابيع المقبلة".
وأكّد أنّ "هناك كميات من اللقاح ستصل إلى البلاد في النصف الثاني من العام الحالي، تقدّر بـ 20 ضعفاً مما تسلّمناه سابقاً". ولفت إلى "وجود خطة لتوسيع منافذ التلقيح والقيام بإرسال فرق تلقيح إلى المؤسسات المكتظة كالجامعات والمعاهد وغيرها".
وأعلن الحلفي أنّ "تطبيق إجراءات الوزارة بناءً على توجيهات مجلس الوزراء بشأن تلقيح الموظفين، سيكون مطلع سبتمبر/أيلول المقبل"، لافتاً إلى أنّ "وزارة الصحة ستتابع تنفيذ القرار".
وتوقّع "استمرار زيادة معدل الإصابات بكورونا لعدة أيام، مع دخول العراق في الموجة الثالثة"، موضحاً أنّ "هذا الارتفاع في أعداد الإصابات ليس في العراق فقط وإنما في أغلب الدول".
نقابة الأطباء العراقية أكّدت الحاجة إلى حملات توعوية وتثقيفية عن مخاطر الإصابة. وقال عضو النقابة سالم العوادي "هناك إهمال كبير للإجراءات الوقائية من قبل المواطنين، كما أنّ الجهات المسؤولة أهملت الملف". وأضاف، لـ"العربي الجديد": "نحتاج إلى حملات توعوية تثقف المجتمع بشأن مخاطر الإصابة وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية".
وأشار إلى أنّ "استمرار إهمال الإجراءات الوقائية، هو السبب الرئيس في تفشي الإصابات، لذا يجب العودة إلى الإجراءات الوقائية وتنفيذها بجدية".