العراق: إصابات الحصبة ترتفع في نينوى ووزارة الصحة تدعو للقاحات

27 فبراير 2024
اللقاحات أثبتت فعاليتها بتجنب الإصابة بالحصبة (أرشيف/شين غالوب/Getty)
+ الخط -

سجلت محافظة نينوى شمالي العراق، ارتفاعاً غير مسبوق بحالات الإصابة بمرض الحصبة، خلال الفترة الممتدة من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ولغاية الآن.

والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يسببه نوع من الفيروسات قد يؤدي إلى مضاعفات تكون خطيرة في بعض الأحيان، وينتقل المرض من طريق الجهاز التنفسي للشخص المصاب بواسطة الرذاذ المتطاير في أثناء السعال أو العطس أو بالاتصال المباشر مع إفرازات الأنف والحلق.

الحصبة تصيب مئات الأفراد في نينوى

مصدر طبي في نينوى أكد أنّ المستشفيات في المحافظة سجلت منذ بداية العام الحالي 2024 ولغاية الآن مئات الإصابات بمرض الحصبة.

وقال المصدر في تصريح لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إنّ المستشفيات في مدينة الموصل، ولا سيما مستشفى ابن الأثير التخصصي للأطفال في الجانب الأيسر للمدينة، يستقبل شهرياً ما بين 400 إلى 500 إصابة بالحصبة رسمياً، لافتاً إلى أنّ الارتفاع في معدلات الإصابة بالحصبة بدأت تسجل منذ أكتوبر الماضي ولغاية الآن.

وأوضح المصدر أنّ الإحصائيات السابقة عن أعداد الإصابات بالحصبة تشمل فقط مَن سُجِّلوا وأُدخِلوا رسمياً لتلقي العلاج في المستشفيات، مؤكداً أنّ "حالة واحدة من بين 5 – 6 حالات إصابة بالحصبة تُدخَل إلى ردهات المستشفيات وتُسجَّل رسمياً عبر فتح سجل طبي للمريض من أجل تلقي العلاج".

وكشف المصدر عن تسجيل حالات وفاة جراء الإصابة بالحصبة، ولا سيما لدى شريحة الأطفال دون عمر العامين والذين يعانون من أمراض في القلب وغيرها، مبيِّناً أنّ مستشفى ابن الأثير فقط سجل خلال الشهرين الماضيين 5 حالات وفاة، إلى جانب وجود حالة إصابة بحالة خطيرة لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات يرقد حالياً في قسم العناية المركزية بعد إصابته بالتهاب في الدماغ جراء مضاعفات الإصابة بالحصبة.

كذلك أشار إلى أن العديد من حالات الإصابة بالحصبة لا تدخل ضمن قوائم المصابين، لأن الكثير منهم، ولا سيما في القرى والنواحي البعيدة عن مركز المدينة لا يراجعون إلى المستشفيات، كذلك فإن الكثير من المصابين من داخل مركز الموصل لا يراجعون أيضاً لأن ذويهم يعلمون أن هذا المرض لا يوجد له علاج مباشر.

وفي مدينة الموصل مركزان لعزل المصابين بمرض الحصبة، الأول في مستشفى الشفاء للحميات بواقع 16 سريراً، والثاني في مستشفى ابن الأثير للأطفال بواقع 16 سريراً أيضاً.

جدول لقاحات الأطفال ضد الحصبة "أولوية"

المتحدث باسم صحة نينوى بشار الجادر، أكد تسجيل إصابات بمرض الحصبة في مستشفيات الموصل، لكنه نفى أن يكون هناك انتشار للمرض بشكل واسع.

وقال الجادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإصابات بالحصبة تُشخَّص من طريق الفحوصات المختبرية أو السريرية"، مبيّناً أن الفحوصات المختبرية أثبتت إصابة 44 شخصاً، أغلبهم من الأطفال، أما الفحوصات السريرية، فأظهرت إصابة عدد أكبر بكثير بالمرض، مشيراً إلى أن أغلب حالات الإصابة المسجلة هي حالات بسيطة يجري التعامل معها بشكل سريع، أما الحالات الخطرة، فتُدخَل إلى المستشفيات لتلقي العلاج أو مراكز العزل إذا اقتضت الحاجة.

وذكر الجادر أن "نسبة الإصابة بالمرض في نينوى لا تظهر أرقاماً مرتفعة، ولا سيما إذا ما احتُسبت مع عدد السكان في المحافظة الذي يقترب من 5 ملايين"، مبيناً أنّ دائرة صحة نينوى، من خلال المستشفيات العاملة، تقدّم اللقاحات للأشخاص الملامسين للمريض، في محاولة للتخفيف من إصابتهم بالعدوى.

وأكد أن أغلب الإصابات المسجلة، ولا سيما الشديدة، تعود لأشخاص لم يتلقوا اللقاحات الخاصة بالمرض في الصغر، وأن بعض الحالات النادرة يُصاب فيها من تلقى العلاج، لكن إصابته تكون خفيفة وليست خطيرة.

ودعا متحدث صحة نينوى الأهالي في المحافظة إلى ضرورة مراجعة المراكز الصحية لتلقي العلاجات الدورية الروتينية الخاصة بمرض الحصبة وباقي الأمراض، مشدداً على أنّ إكمال جدول اللقاحات للأطفال "يُعَدّ ضرورة وأولوية للحفاظ عليهم من الإصابة بهذا المرض والأمراض الأخرى".

كذذلك أعلنت وزارة الصحة العراقية تصاعد حالات الإصابة بالمرض في عموم المحافظات، وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في بيان إنّ "العراق سجل زيادة بعدد الإصابات عن المعدل الطبيعي، منذ العام الماضي بشكل تدريجي، واستمرت هذه الزيادة حتى العام الحالي 2024 في جميع المحافظات بنسب متفاوتة".

وأضاف أن "أغلب المصابين بالحصبة يتماثلون للشفاء خلال أيام، لكن هذا المرض لديه قدرة على انتقال العدوى من شخص مصاب إلى شخص آخر، وخصوصاً الأطفال"، وأشار إلى أن اللقاحات أثبتت فعاليتها بتجنب الأمراض، من ضمنها الحصبة، داعياً المواطنين إلى التزام جدول اللقاحات لأطفالهم.

وأوضح أن مرض الحصبة تتعرض له جميع الفئات العمرية، لكن الفئة الأكثر استهدافاً هي الأطفال، مشدداً على ضرورة الانتباه لأعراض الحصبة في مراحلها المبكرة، وعزل المصاب حتى تُقطَع سلسلة انتشار العدوى، محذراً من أنّ مرض الحصبة في حالات نادرة ممكن أن يؤدي إلى مضاعفات أو حتى حالات وفاة، وهي تتبع الحالة المناعية للمصاب وعوامل أخرى.

يذكر أن مؤشرات مرض الحصبة وأعراضه تظهر بعد التعرض للفيروس بفترة تراوح بين 10 و14 يوماً، وعادة ما تشمل مؤشرات المرض الحمى والسعال الجاف وسيلان الأنف والتهاب الحلق والعينين (التهاب الملتحمة)، فضلاً عن ظهور بقع بيضاء صغيرة مع بؤر بيضاء مائلة للزرقة على خلفية حمراء داخل الفم على البطانة الداخلية للخد، وتسمى أيضا بقع كوبليك، إضافة إلى طفح جلدي يتكون من بقع كبيرة مسطحة، وكثيراً ما تكون متصلة معاً.

المساهمون