استمع إلى الملخص
- البطالة والتعليم وفرص الشباب: يواجه الشباب العراقي بطالة مرتفعة، خاصة بين خريجي الجامعات والنساء، مع تطلعهم لدعم حكومي في التعليم والعمل، وتحسين أوضاع النساء.
- الوضع الاقتصادي والبنية التحتية: يعاني العراق من تردي البنية التحتية، مع مطالبات بإصلاحات اقتصادية لدعم الأعمال الصغيرة وتحسين المعيشة، حيث يشكل الفقر عقبة كبيرة بنسبة 16.5%.
المشاكل الكثيرة التي يعاني منها العراق تجعل أحلام العراقيين كبيرة، وخصوصاً في ما يتعلق بالوضع العام في البلاد، واستتباب الأمن، وعودة المهجّرين، وتحسين مختلف القطاعات الخدماتية
يأمل العراقيون أن يكون العام الجديد بداية لتحولات إيجابية في حياتهم، سواء على المستوى الشخصي أو العام. وتعكس أمنياتهم تطلعات نحو السلام والاستقرار، ليس في بلادهم فقط، بل في عموم المنطقة العربية، إذ يرون أن شعوبها تعاني من مشاكل عدة جراء عدم الاستقرار الأمني.
وفي ظل التحديات الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية المختلفة، يتمنى عراقيون أن تتغير أوضاع بلادهم وظروفهم الشخصية إلى الأحسن. وعلى الرغم من أن العراق يواجه منذ سنوات طويلة تحديات مختلفة أثرت سلباً في حياة المواطنين أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، فإن الأحداث التي تعيشها بلدان في المنطقة منذ أكثر من عام زادت من هذه الصعوبات، وخصوصاً العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، والتحول الكبير الذي شهدته سورية بعد بسقوط نظام بشار الأسد، والأوضاع التي تزداد توتراً في اليمن، وغير ذلك. كل تلك التحديات تمثل تهديداً لمستقبل شعوب المنطقة بما فيها العراق، كما يقول محمد علي (32 سنة)، وهو موظف حكومي. يضيف: "أتمنى أن يشكل العام الجديد نهاية للحروب والصراعات التي عانينا منها، بالإضافة إلى شعوب المنطقة لسنوات طويلة. نحن في حاجة ماسة إلى السلام في العراق والمنطقة. أود أن أرى عودة للمهجرين إلى بيوتهم ومدنهم سواء العراقيين، أو إخوتنا في البلدان العربية التي تشهد اضطرابات أمنية. هذا حق أساسي لكل إنسان".
من جهتها، تصف شيماء حسن (47 سنة) التي تعمل في المجال الإنساني، أوضاع العائلات المهجرة في خيام النزوح في العراق بـ"المأساة". تضيف: "أتمنى أن تنتهي مأساة التهجير التي فرقت بين العائلات. قلبي يتمزق على أولئك الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات. كثيراً ما زرتهم برفقة منظمات مدنية لتقديم مساعدات". تتابع: "أحلم أن يعود الجميع إلى بيوتهم، وأن يعود العراق بلداً يحتضن كل أبنائه".
وبحسب وزارة الهجرة والمهجرين، يبلغ عدد المهجرين في مخيمات النزوح في البلاد 32 ألف عائلة، قوام أفرادها يقارب 154 ألفاً وهم موجودون في 24 مخيماً. واضطرت عشرات الآلاف من العائلات إلى النزوح من مساكنها إلى مخيمات خاصة بالنازحين، إثر الحرب التي شنتها القوات الأمنية على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عام 2014. ولم تتمكن أعداد كبيرة من هذه العائلات من العودة إلى منازلها، بسبب سيطرة فصائل مسلحة تابعة للحشد الشعبي على مناطقهم.
وكعادتهم، يحلم الشباب بمستقبل مشرق، وخصوصاً أن العراق يعاني من البطالة، لا سيما بين خريجي الجامعات. سارة كريم (21 سنة)، وهي طالبة جامعية، تقول: "نطمح إلى مستقبل أفضل. أتمنى أن يكون العام الجديد مليئاً بالفرص، سواء في التعليم أو العمل". تضيف: "أريد أن أرى بلدنا يتقدم، ونتمكن من تحقيق أحلامنا من دون الحاجة إلى الهجرة. أحلم بأن أرى بلدي آمناً ومستقراً. أريد أن أكمل دراستي الجامعية في بلدي وأعمل على تطوير نفسي لخدمة العراق. نحن الشباب نحتاج إلى دعم أكبر لتحقيق طموحاتنا".
وترى أن تحسين التعليم وإيجاد فرص عمل للشباب هما من الأولويات التي تتمنى أن تعمل عليهما الحكومة. وبلغت نسبة البطالة في آخر مسح أجرته هيئة الإحصاء العراقية 16.5%، وكانت البطالة مرتفعة بين النساء بحوالي 28%، بينما كانت لدى الرجال 14%.
من جهته، يقول أحمد السامرائي (45 سنة)، وهو صاحب متجر لبيع الأدوات الصحية، إن تحسّن الوضع الاقتصادي في البلاد لا بد أن يكون دافعاً لتحسين الوضع المعيشي للعائلات. يضيف: "وضع بلدنا الاقتصادي الحالي يجعلنا نعاني يومياً لتوفير احتياجاتنا الأساسية. أريد أن أرى إصلاحات اقتصادية حقيقية تساعد أصحاب الأعمال الصغيرة مثلنا على النمو والازدهار".
ويعاني العراق بسبب تردي البنى التحتية، ويحتاج إلى عشرات الآلاف من المدارس والمستشفيات وأماكن الترفيه والمنتزهات والخدمات البلدية والكهرباء والمياه. وكثيراً ما خرج العراقيون بتظاهرات للمطالبة بتحسين الخدمات.
ويقول علي جواد (72 سنة) وهو مدرس متقاعد، إنه عاش فترة من عمره كان العراق خلالها متطوراً في ما يتعلق بالبنى التحتية التي يراها "أساساً لبناء الإنسان". يضيف: "أتمنى أن يعود العراق إلى أيامه الذهبية. نحن شعب عانى كثيراً، وآن الأوان أن نحيا حياة كريمة. أريد أن أرى تطورات في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية".
وكون التعليم هو الأساس الأول لبناء أجيال تنهض بالوطن، كما تقول هدى فاضل (35 سنة) التي تعمل موظفة في شركة خاصة، فإن أمنيتها تتلخص بأن يتمكّن كل طفل في العراق من الذهاب إلى المدرسة. وتؤكد أن "التعليم هو الأساس لبناء جيل جديد يستطيع أن يقود العراق نحو مستقبل أفضل. كما أتمنى أن تكون هناك خطوات جدية لتحسين أوضاع النساء، سواء في العمل، أو في الحياة الاجتماعية".
أما منى عبد الله (40 سنة)، وهي ممرضة، فتقول إنها مطلعة على الواقع الصحي في العراق، وتصفه بـ "المزري"، لافتة إلى أن الصحة أولوية في تقدم الشعوب. تضيف: "أتمنى أن يتحسّن الوضع الصحي في العراق. نحن في المستشفيات نعاني من نقص المعدات والإمكانيات. أريد أن أرى مستشفيات حديثة، وخدمات صحية تليق بالمواطن العراقي".
إحدى أهم المشاكل التي يعاني منها العراقيون هي الفقر، الذي يشكل عقبة كبيرة أمام الجهات الحكومية التي لم تنجح في حلها.
وتبلغ نسبة الفقر في العراق 16.5%، وفقاً للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط. ويقول الطفل أحمد جعفر (11 سنة)، الذي ينتمي إلى عائلة فقيرة، إنه يتمنى أن يكون 2025 عام الخلاص من الفقر. يضيف: "أتمنى أن يتحسّن حال والدي، ويحصل على عمل مريح ينقذ عائلتنا من هذه الظروف الصعبة".
من جهتها، تقول شهد عبد الحميد (38 سنة)، التي تعمل بائعة في متجر للملابس النسائية، إن التخلص من الفقر هو حلم شريحة كبيرة من العراقيين، لافتة إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام. وتضيف: "القضاء على الفقر ينهي معظم مشاكل العراقيين".