العراقيون الصابئة يحتفلون بـ "عيد الخليقة"

14 مارس 2022
أحد الأعياد المقدسة لدى الطائفة العراقية (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -

يحتفل العراقيون الصابئة، اليوم الإثنين، بأول أيام "عيد الخليقة"، الذي يستمر لخمسة أيام وهو أحد الأعياد المقدسة لدى الطائفة العراقية بعد انحسار مظاهر العيد خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا وما فرضته من إجراءات خاصة فيما يتعلق بطقوس هذا العيد على نهري دجلة والفرات.

وعلى غرار طوائف عراقية أخرى، تعرّض الصابئة المندائيون لسلسلة من العمليات الإرهابية وكذلك التضييق والاستهداف من خلال مليشيات مختلفة أجبرت الكثيرين في السنوات الماضية على مغادرة العراق.

وتعدّ مناطق جنوب العراق المرتكز الرئيسي للطائفة قرب الأنهار والبحيرات ومصادر المياه.

و"عيد الخليقة" أو "البرونايا"، واحد من أربعة أعياد للطائفة لكنه أهمها وفقا للمعتقدات الدينية الصابئية التي تنصّ على أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في هذه الأيام الخمسة، لذا يسمى أيضا بعيد "البنجة"، وبنجة تعني رقم خمسة في اللغة الصابئية القديمة، ويستمر خمسة أيام، تبدأ بإقامة الصلوات ومنح الصدقات للفقراء وتوزيع الطعام وإسعاد الناس.

الصورة
يعتبر التعميد في المياه من أهم طقوس هذا العيد (حسين فالح/فرانس برس)

كما يعتبر التعميد في المياه من أهم طقوس هذا العيد، ويغمس الشخص نفسه بمياه الأنهار تحت إشراف رجل دين من الطائفة بملابس بيضاء خالصة يرتديها الرجال والنساء والأطفال على حد سواء مع قراءة أجزاء من كتاب "كنزا ربا"، وهو الكتاب المقدس لدى الطائفة.

واليوم الإثنين، أصدرت قوى سياسية عراقية وأخرى حكومية بيانات تبارك "عيد الخليقة"، لأبناء الطائفة.

واعتبر نائب رئيس البرلمان، حاكم الزاملي، أن التنوع العراقي يجب أن يكون مصدر قوة للعراق، وأشار إلى أن "هذه المناسبة هي فرصة لتعزيز أواصر التآخي والوئام، ونشر قيم التسامح والتعايش بين العراقيين".

الصورة
الزاملي: هذه المناسبة فرصة لنشر قيم التسامح والتعايش (حسين فالح/فرانس برس)

وبسبب جائحة كورونا التي أثرت بشكل بالغ على العراقيين من ناحية أعداد الوفيات التي بلغت نحو 25 ألفا والإغلاقات والقيود التي فرضتها السلطات، شهد العامان الماضيان احتفالات محدودة لأبناء الطائفة خاصة فيما يتعلق بطقوس التعميد بالأنهار أو التجمع.

ويقول سلام حازم لـ"العربي الجديد"، إن أعياد الصابئة وكل الطوائف والديانات العراقية فرصة للتعبير عن التعايش الإنساني الذي ينعم به العراقيون منذ قرون طويلة"، ويضيف حازم "العيد فرصة أيضا لرؤية الأهل والأحباب ولدينا ضيوف من أهلنا هاجروا إلى السويد ووصلوا قبل أيام إلى بغداد لمشاركتنا الاحتفال بالعيد وهذا هو المهم".

أما وسن الخميسي فهي عراقية من طائفة الصابئة وتقيم خارج العراق، فتقول لـ"العربي الجديد"، إن طقوس العيد من تعميد إلى إطعام الناس والتواصل بين الأهل والأصدقاء وطلب الغفران لها طعم خاص في العراق لا نجده في أي مكان آخر".

وتضيف الخميسي، " لذلك أحرص على أن أعود للعراق كل عيد للمشاركة. هذا وطننا ولا غنى لنا عنه بكل أوطان الأرض ولا نفضل بقعة في الأرض عليه".

المساهمون