قالت الشرطة الألمانية، أمس الجمعة، إنها عثرت على عراقي ميتاً ضمن مجموعة من 30 شخصاً، تمّ تهريبهم على ما يبدو عبر الحدود البولندية في شاحنة.
وأوضحت الشرطة أنّ الرجل البالغ 32 عاماً، كان قد توفي "قبل ساعات" من عثور الشرطة على المجموعة قرب الشاحنة، خارج بلدة شويبستال في ساكسونيا، صباح الجمعة.
أمّا سائق الشاحنة، وهو تركي يبلغ من العمر 42 عاماً، فما زال هارباً كما أوضحت الشرطة. وقد أوقف سائق سيارة ثانية يشتبه في أنه يساعد المهرّب، وهو رجل يبلغ 48 عاماً من أصول تركية.
وشهدت ألمانيا ارتفاعاً في عدد المهاجرين الذين دخلوا البلاد عبر بولندا في الأشهر الأخيرة، ومعظمهم يأتي من بيلاروسيا.
ويتّهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، بالمجيء بمهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى مينسك ثم إرسالهم إلى الاتحاد الأوروبي رداً على العقوبات المفروضة على نظامه بسبب حملة القمع التي يشنّها على المعارضة.
في أكتوبر/تشرين الأول وحده، دخل 4890 مهاجراً غير شرعي ألمانيا من بولندا عبر بيلاروسيا، وفقاً للسلطات الألمانية. ويبلغ عددهم الإجمالي لعام 2021 حتى الآن نحو 7300.
وذكرت السلطات الألمانية أنّ أكثر من 6100 مهاجر غير شرعي دخلوا ألمانيا عبر بولندا منذ بداية العام.
ومن أجل التعامل مع تدفق المهاجرين، شدّدت برلين هذا الأسبوع، ضوابطها الحدودية مع بولندا.
والسبت الماضي، أوقف مهرّب مشتبه به بعد العثور على 31 مهاجراً غير شرعي من العراق في شاحنة قرب الحدود البولندية.
وأدى هذا التدفق إلى إثارة استياء اليمين المتطرف في ألمانيا وقد فضّت الشرطة الأسبوع الماضي، تجمعاً لحوالي 50 ناشطاً مسلحاً تجمّعوا لمنع مهاجرين يحاولون الدخول عبر الحدود.
وأمس الجمعة، حظرت محكمة في مقاطعة سكسونيا تظاهرة، خطّطت لها جماعة يمينية متطرفة محلية قرب الطريق السريع، حيث عثر على الشاحنة قرب من شويبستال.
وقالت الحكومة الألمانية الجمعة إنّ "مسؤولية حلّ هذه الأزمة تقع على عاتق مينسك" مكرّرة موقف برلين أنّ بيلاروسيا تستغلّ اللاجئين "وسيلة لممارسة ضغط سياسي".
مجلس النواب البولندي يقرّ إنشاء جدار حدودي مع بيلاروسيا
وفي ملف ذي صلة، أعطى مجلس النواب البولندي، الجمعة، الضوء الأخضر للسلطات لإنشاء جدار مثير للجدل عند الحدود الشرقية للبلاد مع بيلاروسيا، لدرء موجة غير مسبوقة من تدفق المهاجرين إلى الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، غالبيتهم من الشرق الأوسط.
وستبلغ كلفة الجدار نحو 353 مليون يورو (407 ملايين دولار) ومن المقرّر أن يمتد على طول أكثر من 100 كيلومتر.
وتعهّد الرئيس البولندي أندريه دودا، التوقيع على القانون الطارئ خلال الأيام المقبلة.
وواجهت بولندا تدفق المهاجرين بإرسال الآلاف من جنودها إلى الحدود وفرض حالة طوارئ هناك، فضلاً عن إقامة سياج من الأسلاك الشائكة.
وتعرّضت وارسو لانتقادات حادّة بسبب تشدّدها في التعامل مع هذه الأزمة التي شهدت قيام حرّاس الحدود بصدّ المهاجرين وإجبارهم على العودة. وحذّرت منظمات غير حكومية من الأوضاع الخطيرة المتزايدة.
وبولندا كانت من بين 12 دولة في الاتحاد الأوروبي طالبت الاتحاد بتمويل كلفة إقامة "عوائق" حدودية لمنع المهاجرين من الدخول، وهو ما رفضته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، الأسبوع الماضي.
وقالت فون ديرلاين، إنها أبلغت الزعماء الأوروبيين خلال قمة في بروكسل أنه "لن يكون هناك تمويل لأسلاك شائكة أو جدران".
وشدّد رئيس الوزراء القومي في بولندا، ماتيوس مورافيسكي، على أنّ بلاده "تتعرض لهجوم" من بيلاروسيا، معتبراً الخميس أنّ الجدار ضروري لـ"حماية" بولندا وأنّ وارسو "لم تطلب مساعدة أحد".
وأثبتت حالة الطوارئ البولندية التي تمنع الصحافيين والعاملين في المنظمات الإنسانية من الاقتراب من الحدود أنها مثار جدل، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى انتهاج "الشفافية".
وطالبت الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياة الناس وتجنّب تعريضهم للمعاناة عند الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، خصوصاً بعد وفاة العديد من طالبي اللجوء.
(فرانس برس)