يبدأ العام الدراسي الجديد في العراق في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مع عودة التعليم الإداري بشكل كامل ولجميع المراحل، بعد رفع قيود جائحة كورونا في العراق. وبدأ الأهل شراء الزي المدرسي الرسمي لأطفالهم، وهو عبارة عن قمصان بيض وبناطيل وسترات رمادية أو سوداء وقرطاسية وحقائب مدرسية وغيرها، والتي تكتظ بها المحال التجارية والأسواق والمجمعات التجارية.
وشهدت المحال التي تبيع الزي المدرسي الموحد إقبالاً كبيراً من قبل الأهالي، وخصوصاً بعد إعلان وزارة التربية عودة الدوام الحضوري بشكل تام كما في السابق. ويقول صاحب محل لبيع الأزياء المدرسية خالد المشهداني، لـ"العربي الجديد"، إن "سوق الملابس الجاهزة والأحذية والحقائب المدرسية انتعشت بشكل كبير خلال الـ15 يوماً الماضية، بسبب اقتراب موعد بدء العام الدراسي الجديد"، مشيراً إلى أن "الصور الجميلة لعرض ملابس الأطفال المدرسية عادت من جديد إلى واجهة الأسواق بعد اختفائها من على رفوف المحال التجارية خلال العامين الماضيين".
يضيف أن "الأسواق شهدت إقبالا كبيراً من قبل المواطنين لشراء الأزياء المدرسية بما يفوق حجم الإقبال خلال الأعوام الدراسية السابقة"، عازياً السبب إلى الانقطاع عن الدراسة وعدم شراء الملابس خلال العامين الماضيين، ما دفع الأهالي إلى تجهيز أبنائهم بشكل كامل لسد احتياجاتهم".
في هذا السياق، تقول حوراء محمد، وهي أم، لـ"العربي الجديد": "على الرغم من تدهور الأوضاع المعيشية لدى غالبية العائلات العراقية، إلا أن عودة الدوام الحضوري زرع البسمة على وجوه الأطفال"، مشيرة إلى أنها متلهفة كثيراً لشراء الملابس المدرسية لأبنائها استعداداً لدخولهم إلى المدارس الشهر المقبل.
وعانت الأسواق العراقية من الركود، حالها حال الأسواق العالمية، خلال العامين الماضيين، من جراء تفشي فيروس كورونا الجديد. ولجأت المدارس إلى خيار التعليم عن بعد في سياق الإجراءات التي اتخذتها الحكومات للحد من تفشي الفيروس.
كما شهدت أسواق القرطاسية انتعاشاً كبيراً في حركة البيع. ويقول صاحب محل لبيع المستلزمات الدراسية في حي المتنبي في العاصمة بغداد، مصطفى العكيدي: "هذا العام، وبعد إعلان وزارة التربية فرض الدوام الحضوري في المدارس والجامعات، انتعشت تجارة مواد القرطاسية المدرسية بصورة كبيرة بالمقارنة مع العامين الماضيين في ظل تداعيات كورونا على مختلف مفاصل الحياة".
يضيف: "نجهز المحال التجارية والمكتبات في بغداد وبقية المحافظات، التي شهدت إقبالاً كبيراً من قبل المستهلكين من الأهالي والتلاميذ لشراء القرطاسية والحقائب وغيرها من المستلزمات، الأمر الذي أنعش هذه التجارة وفتح فرصاً للشباب للعمل خلال موسم العودة المدرسية".
من جهته، يقول زين العابدين، الذي يبيع اللوازم المدرسية، لـ"العربي الجديد": "تجارة المستلزمات الدراسية تأثرت خلال العامين الماضيين بسبب الجائحة والتعليم عن بعد في المنازل. لكن هذا العام، انتهت تلك المحنة التي أثرت بصورة كبيرة على الاقتصاد العراقي". ويشير إلى أن "بدء العام الدراسي أنعش سوق المستلزمات الدراسية والأزياء المدرسية بشكل كبير".
ويتوقع زين العابدين أن "يستمر الإقبال على شراء المستلزمات المدرسية على امتداد العام الدراسي، ولكن تبلغ التجارة ذروتها قبيل بدء العام الدراسي ومع بدء الفصل الثاني، الأمر الذي يوفر لنا دخلاً جيداً، بالإضافة إلى تأمين فرص عمل للخريجين والعاطلين عن العمل".
بدوره، يقول ولي أمر أحد التلاميذ، أحمد حسين، أثناء تجوله في إحدى المكتبات، إنه اعتاد مع بداية كل عام دراسي الذهاب إلى محال الجملة الخاصة ببيع المستلزمات المدرسية من كتب وقرطاسية لأبنائه، مبيناً أن أسعار القرطاسية هذا العام ارتفعت بشكل جنوني، بل إنها زادت عن الضعف قياساً بالسنوات الماضية. يضيف أنه ما قبل عام 2003، كانت الحكومة تجهز الطالب بكافة المستلزمات الدراسية، على عكس اليوم.
وتفرض إدارات المدارس على التلاميذ تأمين القرطاسية وغيرها من المستلزمات، مشيراً إلى أن بدء العام الدراسي بات يشكل عبئاً كبيراً على أولياء الأمور، وخصوصاً من لديه أكثر من طفلين في سن المدرسة. ويشعر الكثير من الأطفال بالحماسة لبدء العام الدراسي الجديد من دون قيود كورونا، بعد عامين خسروا فيهما الكثير من جراء التعليم الإلكتروني.