العالم يتجه نحو الفردانية والعزوبية

06 اغسطس 2022
بات الطموح الفردي أولوية لدى إيرانيات كثيرات (مرتضى نيكوبازل/ Getty)
+ الخط -

 

يُلاحظ خبراء أنّ ثمّة إقبالاً على العزوبية في جنوب شرق آسيا، بحسب ما ينقل موقع "سايكولوجي توداي" المتخصص بشؤون علم النفس. ويرتبط ارتفاع نسبة الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم بالتغيرات الاجتماعية والعولمة والتحضر والتركيبة السكانية. وهذه ليست مجرد ظاهرة محلية.

على الرغم من ذلك، ومن أجل رسم صورة أوضح للتوجه نحو العزوبية، لا بدّ من النظر إلى ما هو أبعد بقليل. ويُسأل:  هل يتجلى هذا الاتجاه أيضاً في البلدان الإسلامية الآسيوية؟ هل يقضي الأفراد في المجتمعات المحافظة النسبة الأكبر من حياتهم بمفردهم؟

في جنوب شرق آسيا، الإجابة هي نعم. وما يؤكد ذلك هو أنّ الناس في كل من باكستان وبنغلادش وماليزيا وغيرها من الدول غالباً ما يختارون الزواج في وقت لاحق من حياتهم، في وقت ترتفع نسب الطلاق. ولعلّ الأهم من ذلك هو أنّ كثيرين يختارون العيش بمفردهم. كذلك فإنّ هذا الاتجاه بات يظهر بوضوح في المجتمعات المحافظة والمتشدّدة في منطقة الشرق الأوسط.

بدورها، تسجّل إيران ميلاً إلى الفردانية. وتقليدياً، تأثّرت أنماط العلاقات في إيران بالدين والتقاليد، وكان الناس أكثر إقبالاً على الزواج في سنّ مبكرة والالتزام، إذ إنّ الطلاق لم يكن متاحاً ولا مقبولاً اجتماعياً مثلما هو الآن. أمّا أخيراً، فتبيّن الإحصاءات السكانية أنّ إيران شهدت تغيّرات اجتماعية كبيرة في خلال العقود الثلاثة الماضية.

قضايا وناس
التحديثات الحية

على سبيل المثال، شهد معدّل الخصوبة انخفاضاً من سبعة أولاد لكلّ امرأة واحدة في عام 1986 إلى 2.1 ولد فقط في عام 2000. وإذ يمكن تفسير هذا التغيير من خلال برنامج حكومي شجّع المتزوجين على استخدام وسائل منع الحمل، تشير الإحصاءات إلى أنّ نسبة الوعي هذه قُدّرت بـ61 في المائة. بمعنى آخر، يرتبط انخفاض نسبة المواليد في البلاد كذلك بتأخّر سنّ الزواج لدى النساء، وارتفاع نسبة الطلاق، والتوقّف عن الإنجاب في وقت مبكر، أو الإحجام عن الزواج.

وما سبق يشير إلى زيادة التوجّه نحو العلمنة والفردانية والرغبة في تحقيق الذات، الأمر الذي يتجلّى من خلال الأهداف التعليمية والوظيفية. وتجدر الإشارة إلى أنّه في الإمكان ملاحظة هذه التوجّهات في كلّ أنحاء آسيا على الرغم من القيم العائلية والدينية والأخلاقية التي ما زالت أساسية في عدد كبير من المجتمعات، والتي قد يبدو أنّها تتعارض بشكل مباشر مع الفردانية. بالتالي، فإنّ التحول نحو الفردانية لا تعرقله القيم الدينية أو التقاليد الاجتماعية، ويبدو أنّ العزوبية تنتشر في كلّ مكان.

المساهمون