وألحقت إجراءات صفر-كوفيد، من إغلاق للحدود وفرض عمليات إغلاق متكررة، أضرارا بالاقتصاد الصيني منذ أوائل عام 2020، مما أدى الشهر الماضي إلى أكبر استياء عام علني في البر الرئيسي منذ تولي الرئيس شي جين بينغ السلطة في 2012.
ويعني التراجع عن هذه الإجراءات هذا الشهر أن يبدأ الفيروس في الانتشار مجددا بصورة كبيرة دون رادع في جميع أنحاء الصين التي يبلغ تعدادها 1.4 مليار نسمة.
غير أن الإحصاءات الرسمية أظهرت تسجيل حالة وفاة واحدة فقط بفيروس كورونا في الأيام السبعة المنصرمة حتى أمس الإثنين، مما أثار شكوكا بين خبراء الصحة والسكان حول البيانات الحكومية. ولا تتماشى هذه الأعداد مع ما سجلته بلدان أقل اكتظاظا بالسكان بعد إعادة الفتح.
ويقول أطباء إن المستشفيات مكتظة بعدد من المرضى يوازي خمسة إلى ستة أمثال العدد المعتاد ومعظمهم من كبار السن. وتشير تقديرات خبراء الصحة الدوليين إلى تسجيل ملايين الإصابات يوميا مع توقع ما لا يقل عن مليون حالة وفاة بسبب كورونا في الصين العام المقبل.
إلا أن السلطات عازمة على إلغاء آخر ما تبقى من سياساتها الرامية إلى عدم انتشار فيروس كورونا.
وأظهرت بيانات منصة السفر (سي تريب) تضاعف عمليات البحث عن وجهات السفر الرائجة عبر الحدود إلى عشرة أمثالها في غضون نصف ساعة فقط من تداول خبر رفع قيود الحجر الصحي. وقالت المنصة إن الوجهات الأكثر رواجا هي مكاو وهونغ كونغ واليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية.
وأظهرت بيانات من منصة كيونار أنه في غضون خمس عشرة دقيقة من انتشار الخبر قفزت عمليات البحث عن الرحلات الجوية الدولية إلى سبعة أمثال المعتاد، وتصدرت تايلاند واليابان وكوريا الجنوبية القائمة.
لكن على الرغم من الحماس الكبير للعودة التدريجية إلى أسلوب الحياة قبل الجائحة، يوجد ضغط متزايد على نظام الرعاية الصحية في الصين حيث يقول الأطباء إن المستشفيات مكتظة بالمرضى ويذكر العاملون في دور الجنازات أن الطلب على خدماتهم قد ارتفع بنسبة كبيرة.
وذكرت وسائل إعلام حكومية، أنه طُلب من الممرضات والأطباء العمل حتى لو كانوا مرضى وأُعيد توظيف عمال الصحة المتقاعدين في المناطق الريفية للمساعدة. وتواجه بعض المدن صعوبات في توفير الأدوية المضادة للحمى.
(الأناضول، رويترز)