أعلنت الصين، الأربعاء، تخفيف القيود المرتبطة بفيروس كورونا على نطاق واسع، مؤكدة أن بعض الإصابات يمكن أن تخضع لتدابير عزل في المنزل، كذلك خفضت شروط إجراء فحوص بي سي آر.
في ما يأتي عدد من أهم التغييرات التي أعلنتها لجنة الصحة الوطنية في بكين:
العزل المنزلي
بموجب الإرشادات الجديدة التي كشفت عنها لجنة الصحة الوطنية في بكين، يخضع للعزل في المنزل المصابون الذين لا تبدو عليهم أعراض، والمصابون بأعراض طفيفة المؤهلون للعزل المنزلي، بدلاً من مستشفيات مكتظة، أو منشآت تديرها الحكومة.
ووفقاً للقواعد السابقة، كان جميع المرضى وأقرب المخالطين لهم يُرسلون إلى مستشفيات أو مراكز عزل أقيمت على عجل.
واشتكى هؤلاء من ظروف قاتمة في العديد من تلك المنشآت، من نوعية طعام رديئة، إلى الافتقار إلى المياه الجارية.
ويمكن السكان الآن شراء أدوية الحمى والرشح من دون قيود، بعد أن أُجبروا في السابق على التوجه إلى عيادات خضعوا فيها لفحوص كورونا.
إغلاق لفترات أقصر
ستُطبق إجراءات إغلاق خاطفة في مناطق محددة بشكل أكبر، تشمل مباني معينة وأقساماً وطوابق، بدلاً من إغلاق أحياء بأسرها أو إغلاق مدن، وفق القواعد الجديدة.
ويمكن رفع تلك التدابير في حال عدم تسجيل إصابات لخمسة أيام متتالية. ويمثل القرار خروجاً واضحاً عن قواعد سابقة فرضت بموجبها تدابير إغلاق طاولت ملايين الأشخاص.
وعلى المدارس أن تبقى مفتوحة في حال عدم تفشي الفيروس في حرمها على نطاق واسع.
وتحظر الإرشادات الجديدة على المسؤولين سدّ مخارج وأبواب الطوارئ، عقب مصرع عشرة أشخاص في حريق في مبنى فرضت عليه تدابير إغلاق في أورومتشي بشمال غرب الصين، ما أثار احتجاجات في أنحاء البلاد.
ويجب ألا تحول القيود دون وصول الناس إلى علاج طبي طارئ، بعد عدد من الوفيات التي نُسبت إلى رفض استقبال المرضى من دون فحوص سلبية لكورونا.
لا اختبارات على نطاق واسع بعد الآن
ألغى المسؤولون أيضاً ضرورة إجراء فحوص على نطاق واسع، وقالوا إن "الموظفين فقط في مواقع عالية المخاطر" مثل عمال قطاع الصحة وخدمة التوصيل، وأيضاً الأشخاص في أماكن "عالية المخاطر" سيتعين عليهم إجراء فحوص دورية.
لكن لا يزال يُسمح للشركات بالطلب من الموظفين إبراز نتائج اختبارات، أي إن الفحوص لم تزل بعد من الحياة اليومية في الصين.
كذلك رُفعت قيود فرضتها بعض المدن تلزم الأهالي بإبراز اختبار كورونا سالب أُجري خلال 48 ساعة، لاستخدام وسائل النقل العامة أو حتى للدخول إلى الحدائق العامة.
وبات يُسمح للأهالي الآن بالسفر بين الأقاليم دون إبراز فحص سلبي، ولن يُطلب منهم إجراء فحص لدى وصولهم إلى وجهتهم.
ويتوقع أن تسهم الإجراءات الجديدة في تعزيز قطاع السفر الداخلي الصيني الذي يعاني صعوبات، وتلقى ضربة قوية منذ تفشي الوباء أواخر 2019.
التخلي عن "الرموز الصحية"
لم يعد المواطنون ملزمين بإبراز رمز صحي أخضر على هاتفهم لدخول مبانٍ وأماكن عامة باستثناء "دور الرعاية والمعاهد الطبية ودور الحضانة والمدارس المتوسطة والثانوية".
وأثار الاستخدام الواسع لرموز طبية ترصد أماكن وجود المواطنين، قلقاً بشأن الخصوصية وإساءة استخدام المسؤولين للرموز وسرقة المعطيات.
وعوقب خمسة مسؤولين في مدينة تشنغتشو بوسط الصين، في يونيو/ حزيران لتحويلهم عمداً الرموز الصحية لآلاف المواطنين إلى اللون الأحمر، لمنعهم من الاحتجاج للتنديد بفضيحة مصرفية.
ورغم التغيرات التي أدخلت، لا تزال حدود الصين مغلقة إلى حد كبير، ولا يزال يُطلب من الوافدين من الخارج الخضوع لحجر صحي لأسبوع.
يأتي ذلك بعد احتجاجات الشوارع، أخيراً، في العديد من المدن على سياسة "صفر كوفيد" الصارمة التي تدخل الآن عامها الرابع، والتي يلقى باللوم عليها في اضطراب الحياة اليومية والسفر والوظائف، ما وجه ضربة قاسية إلى اقتصاد البلاد.
وفي سياق التخفيف من إجراءات مكافحة كوفيد-19 كذلك، أفاد بيان صادر عن متنزه شنغهاي ديزني لاند، الأربعاء، بأنّ المتنزه الترفيهي سيُعاد فتحه للزوار اعتباراً من غد الخميس.
وأُغلق المتنزه في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني امتثالاً للإجراءات التي اتخذتها الصين للوقاية من كوفيد-19.
وذكرت لجنة الصحة الوطنية، اليوم الأربعاء، أنّ الصين سجلت 25321 إصابة جديدة بفيروس كورونا في السادس من ديسمبر/ كانون الأول، منها 4409 ظهرت عليها أعراض و20912 دون أعراض.
وسجلت الصين في اليوم السابق 28062 إصابة جديدة، منها 5046 مصحوبة بأعراض و23016 دون أعراض.
وباستبعاد الإصابات الوافدة من الخارج، سجلت الصين 25115 إصابة محلية جديدة بفيروس كورونا، منها 4351 مصحوبة بأعراض و20764 دون أعراض، انخفاضاً من 27847 في اليوم السابق.
ولم تُرصد أي وفيات جديدة مثل اليوم السابق، لتظل الحصيلة الإجمالية للوفيات عند 5235.
وحتى السادس من ديسمبر/ كانون الأول أحصت الصين 349938 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز)