أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّها طردت العالم بيتر بن مبارك الذي قاد وفداً رفيع المستوى إلى الصين قبل عامَين للنظر في منشأ فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) في ذروة الأزمة الوبائية، وأشارت إلى سوء سلوك جنسي.
وأوضحت المنظمة أنّ بن مبارك، الخبير الدنماركي في انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر، أُقيل في العام الماضي، لافتة إلى أنّها كثّفت جهودها لمواجهة الاعتداءات الجنسية في الأشهر الأخيرة، بعد تقارير صحافية عن سلسلة من الحوادث. وهي كانت قد شدّدت في أكثر من مناسبة، على أنّها تعمل على استئصال كلّ أشكال الاعتداء الجنسي، لا سيّما الاستغلال الجنسي والتحرّش الجنسي، في صفوفها، وذلك بعد ظهور تقارير صحافية في عام 2020 حول الإساءة المنهجية لعشرات النساء في أثناء استجابة الوكالة الأممية لتفشّي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارسيا بول لوكالة أسوشييتد برس أنّ "بيتر بن مبارك طُرد بعد الكشف عن ارتكابه وقائع سوء سلوك جنسي، واتّخاذ إجراءات تأديبية في حقّه". أضافت أنّ ذلك مرتبط بـ"انتهاكات ارتُكبت بين عامَي 2015 و2017، لكنّ فريق تحقيقات منظمة الصحة العالمية تلقّاها للمرّة الأولى في عام 2018". ولفتت بول إلى عدم إمكانية التحقيق في مزاعم أخرى بصورة كاملة، لأنّ الضحايا "لم يرغبنَ في المشاركة في التحقيق".
يُذكر أنّ بن مبارك لم يجب على اتصالات هاتفية ولا على رسالة نصية قصيرة أُرسلت إليه على هاتفه الخلوي من قبل وكالة أسوشييتد برس التي طلبت تعليقاً من قبله على خبر الإقالة، اليوم الخميس. وكان الخبر قد نُشر للمرّة الأولى على صفحات صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وكان بن مبارك قد قاد فريقاً دولياً شكّلته منظمة الصحة العالمية توجّه إلى الصين في أوائل عام 2021 وزار سوق هوانان في مدينة ووهان (وسط) حيث رُصد أوّل تفشّ لفيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) بين البشر، وعمل عن كثب مع العلماء الصينيين في محاولة لتحديد منشأ الفيروس.
وقد أصدر الفريق، في مارس/ آذار من العام نفسه، تقريراً أفاد فيه بأنّ السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أنّ الفيروس انتقل من الخفافيش إلى البشر عبر حيوان وسيط، رافضاً التكهّنات بتسرّب الفيروس من مختبر واصفاً ذلك بأنّه "احتمال بعيد جداً".
وفي الإطار نفسه، رأى مسؤولو منظمة الصحة العالمية، بمن في ذلك مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في ذلك الوقت، أنّ أصول الفيروس ما زالت غير واضحة، لافتين إلى أنّه لا يمكن استبعاد نظرية التسرّب في المختبر.
وفي وقت لاحق من عام 2021، تحدّث بن مبارك، في مقابلة تلفزيونية بالدنمارك، عن مخاوف راودته بشأن مختبر صيني قريب من سوق هونان.
وما زال تأثير إقالة بن مبارك على الجهود المبذولة لحلّ هذا اللغز الذي طال أمده غير واضح. فقد حُلّ الفريق المشترَك ما بين منظمة الصحة العالمية والصين في ذلك الحين، وتولّت لجنة منفصلة من الخبراء شكّلتها منظمة الصحة العالمية مهمّة الكشف عن منشأ الفيروس.
(أسوشييتد برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
