الصحة العالمية تحذر من نقص أعداد الأطباء

16 ابريل 2023
الخبراء يعرفون ما عليهم فعله للحد من نقص الأطباء (Getty)
+ الخط -

حذر مدير إدارة تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية روديجر كريتش، من مخاطر أزمة نقص الأطباء المستمرة منذ نحو 20 عاماً، في ظل عالم يعاني من اضطرابات متلاحقة تعيد إلى الأذهان ظروف ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وتوقعت منظمة الصحة العالمية أخيراً أن يكون هناك نقص في 10 ملايين عامل في مجال الصحة والرعاية بحلول عام 2030، استناداً إلى الاتجاهات الحالية، ولا سيما مع "النقص الحاد" في العاملين بهذا المجل في البلدان الأكثر فقراً.

وأكد كريتش أن الخبراء "يعرفون ما عليهم فعله للحد من هذا النقص"، إلا أن جهود معالجة هذه الأزمة تتطلب دعماً من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. وقال إن "منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر منذ سنوات، لأننا نواجه نقصاً خطيراً في عدد العاملين في مجال الصحة والرعاية".

ولفت كريتش إلى أنه "يمكن التغلب على هذه المشكلة بالحصول على الدعم اللازم من الدول الأعضاء (عددها 194 وجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باستثناء ليختنشتاين وجزر كوك ونيوي)". وتحدث عن وجود "خطط عمل جاهزة لدى منظمة الصحة العالمية على المستويين الإقليمي والعالمي، حول كيفية معالجة النقص في العاملين في مجال الرعاية الصحية". لكنه اعترف بأنه "على الرغم من كل هذه الجهود لا تتخذ البلدان الخطوات اللازمة لتخفيف هذا النقص بشكل كاف".

أضاف كريتش: "يمكننا القيام بالكثير لتنظيم ظروف العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتوفير الرواتب من أجل صحة الناس". وقال إن العالم يشهد اليوم "حالة اضطراب" مثلما كان الحال عندما تأسست منظمة الصحة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أن العالم "لا يواجه جائحة فيروس كورونا فحسب، بل يواجه في الوقت نفسه أزمة مناخية ضخمة، وأزمة اجتماعية وحرباً في المنطقة".

تابع أن "منظمة الصحة العالمية وغالبية البلدان بحاجة إلى النظر في كيفية مساعدة الناس على التعامل بشكل أفضل مع حالة انعدام الأمن التي تسببها كل هذه الأزمات".

ومن بين الأزمات التي ضربت العالم قبل كورونا، أزمة إنفلونزا الطيور "H5N1" وإنفلونزا الخنازير "H1N1"، بالإضافة إلى معاناة بعض المناطق خلال تلك الألفية الثالثة مع فيروس زيكا الذي ينقله البعوض، وأيضاً فيروس إيبولا. واستدرك كريتش: "لقد تلقينا الكثير من الانتقادات في منظمة الصحة العالمية بعد أزمة إيبولا في عام 2015، وكان الكثير من هذا النقد مبرراً تماماً". واعتبر أن تعامل المنظمة مع أزمة إيبولا "خدم سيناريوهات الاستجابة لجائحة كورونا".

في المقابل، أشار إلى أنه كان بالإمكان "تجنب العديد من الوفيات الناتجة من فيروس كورونا".

أزمة لقاحات كورونا

ورأى كريتش أنه كان بإمكان "تقصير وقت أزمة كورونا وتفادي وقوع العديد من الوفيات"، إلا أنه حمّل بعض الدول (لم يذكرها) مسؤولية استمرار الجائحة لنحو عامين وسقوط ملايين الوفيات. وتابع: "نظراً لأن الكثير من الدول الأعضاء سيّست الوباء، فقد سبّبنا وفيات أكثر بكثير مما هو ضروري".

وتحدث عن تحول "تضامن" بعض الدول إلى "صدقة" عندما تعلق الأمر بالاستجابة لتداعيات الجائحة. وقال: "على الرغم من أن الدول أبدت تضامناً مطلقاً في البحث والتطوير في مجال اللقاحات، فقد تحول التضامن إلى صدقة عندما تعلق الأمر بتوزيع جرعات اللقاح". أضاف أنه "بمجرد توافر اللقاحات اشترتها الدول الغنية بأعداد كبيرة لمواطنيها، ثم حصلت عليها الدول الفقيرة في وقت لاحق".

وأشار إلى أن الدرس الثاني الكبير للأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم هو أن "الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، بينها السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي أو مرض السكري، لم يتلقوا الرعاية الصحية التي كان ينبغي أن يحصلوا عليها في أثناء فترة وباء كورونا، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الوفيات".

وأشار كريتش إلى أن العالم "لا يحتاج فقط إلى أنظمة صحية مرنة، لكنه يحتاج إلى مجتمعات أكثر قدرة على التعامل مع الضغط الواقع على النظام في المواقف الصعبة".

وأُبلِغ عن أكثر من 762 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، وأكثر من 6.89 مليون حالة وفاة في 192 دولة ومنطقة على الأقل منذ ديسمبر/ كانون الأول 2019، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

(الأناضول)

المساهمون