دقّت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني في إقليم تيغراي، متّهمة قادة الدول المتطوّرة بإهمال الأزمة في هذه المنطقة من إثيوبيا التي تشهد نزاعاً دامياً ما بين الحكومة الفدرالية ومتمرّدين.
وأدان المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس "الوحشية التي لا يمكن تصوّرها" في حقّ ستة ملايين شخص يعيشون في الإقليم الواقع شمالي إثيوبيا. ومنذ بداية النزاع، عانت المنطقة من نقص في المواد الغذائية ومن صعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والاتصالات والمصارف.
وقال غيبريسوس الذي يتحدّر من تيغراي، في مؤتمر صحافي في جنيف: "النتيجة: يواجه سكان تيغراي أوبئة متعدّدة من الملاريا والجمرة الخبيثة والكوليرا والإسهال وأمراض أخرى". وشدّد على أنّ هذا الوضع "الرهيب الذي لا يمكن تصوره يجب أن ينتهي. الحلّ الوحيد هو السلام"، داعياً الحكومة الإثيوبية إلى حلّ النزاع "بطريقة سلمية".
"In the Ethiopian region of #Tigray, the drought is compounding a man-made catastrophe for 6 million people who have been under siege from 🇪🇹 & 🇪🇷 forces for 21 months, sealed off from the outside 🌍, with no telecom, banking services & very limited electricity & fuel"-@DrTedros
— World Health Organization (WHO) (@WHO) August 17, 2022
وكان النزاع قد بدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2020، عندما شنّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عملية عسكرية في المنطقة لإطاحة سلطات تيغراي المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي، متهماً إياها بمهاجمة معسكرات الجيش الاتحادي.
يُذكر أنّ المعارك توقّفت مع إعلان هدنة إنسانية في نهاية مارس/ آذار الماضي، الأمر الذي سمح باستئناف قوافل المساعدات الدولية إلى تيغراي. لكنّ غيبريسوس يرى أنّ المواد الغذائية والأدوية تصل إلى المنطقة بكميات ضئيلة، وشدّد على وجوب إعادة تشغيل الخدمات الأساسية لاستعادة الثقة تمهيداً لمفاوضات سلام.
وأوضح غيبريسوس أنّ التمييز والعنصرية يفسّران استمرار الوضع في تيغراي على هذا النحو وسط لامبالاة حتى لو كان ما يحصل "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". وتابع: "ربّما يكون السبب لون بشرة أهالي تيغراي. في الأشهر الماضية لم أسمع رئيس دولة في أيّ مكان يتحدّث عن الوضع في تيغراي، خصوصاً في الدول المتطوّرة. لماذا؟ أعتقد أنّنا نعرف السبب".
وأكّد غيبريسوس أنّ ما يجري في ذلك الإقليم الإثيوبي "أسوأ كارثة في العالم في الوقت الذي أتحدّث فيه إليكم (...) إنّها الحقيقة الكاملة". أضاف أنّ الجفاف الذي أصاب منطقة القرن الأفريقي يفاقم الأزمة.
(فرانس برس)