أكدت منظمة الصحة العالمية مواجهة السودان حاليا أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، جراء استمرار الاشتباكات والنزوح الجماعي منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف إبريل الماضي.
وقال القائم بأعمال المنظمة العالمية في السودان، بيتر غراف، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم، عبر تقنية الفيديو، إن "البلاد تشهد أزمة إنسانية وصحية ذات أبعاد في غاية الخطورة، حيث لا يزال المدنيون ينزحون بشكل جماعي"، مشيراً إلى "اضطرار العديد للنزوح مرات عدة، دون أن يتمكنوا من الاستقرار بسبب الغياب التام للأمن".
وأوضح المسؤول الأممي أن 25 مليون سوداني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأن 18 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد، من بينهم خمسة ملايين بلغوا مستويات الطوارئ من الجوع، لافتاً إلى "استمرار انعدام الأمن الغذائي والعقبات البيروقراطية التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية، في ظل مواجهة شعب السودان أوضاعاً خطيرة، بسبب استمرار العنف، وانعدام الأمن، ومحدودية الوصول إلى حل سياسي في الأفق".
السودان ينتظر موسم جفاف كارثي
وحذر من تسبب موسم الجفاف القادم في مستويات كارثية من الجوع بالمناطق الأكثر تضررا، متوقعا أن يعاني 200 ألف طفل هذا العام، في دارفور وحدها، من الجوع الذي يهدد حياتهم، فضلا عما يعانيه الأطفال الآخرون من تنامي مخاطر الوفاة بسبب أمراض الإسهال والحصبة والالتهاب الرئوي، لا سيما في بيئة تفتقر إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة.
وذكر غراف أن "منظمة الصحة العالمية تعمل على توسيع نطاق عملها على الأرض، بما في ذلك العمليات التي يمكن القيام بها عبر الحدود للاستجابة لحالات الطوارئ الصحية، ومكافحة تفشي الأمراض، وتوفير الإمدادات والمعدات الطبية المنقذة للحياة في السودان".
وتتصاعد المخاوف من توسع حركة النزوح والهجرة في السودان، بعد إعلان المنظمة الدولية للهجرة أن نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 48 مليون نسمة، يحتاج إلى مساعدات إنسانية عاجلة في مجالات الإيواء والغذاء والدواء، بينهم ستة ملايين على شفير المجاعة.
ومنذ 15 إبريل الماضي، تتواصل الاشتباكات في مناطق متفرقة من السودان بين قوات الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، متسببا بمقتل آلاف المدنيين، ونزوح ملايين المتضررين.
(قنا، العربي الجديد)