الشهيد الفلسطيني علي حرب منع المستوطنين من الاستيلاء على أرضه فقتلوه طعناً

24 يونيو 2022
منع جنود الاحتلال الإسعاف من الوصول للشهيد لمدة 20 دقيقة (جعفر إشتية/فرانس برس)
+ الخط -

ما أن تلقى الشاب علي حرب (27 عاماً)، من بلدة اسكاكا، شرقي مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية، اتصالاً يبلغه بأن مجموعة من المستوطنين تحاول السيطرة على أرضهم القريبة من مستوطنة "أرائيل" المقامة على أراضي سلفيت، حتى هبّ ومعه ثلة من الأقارب والجيران للدفاع عنها، وطرد الغزاة، الذين ما لبثوا أن عادوا بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليخرج مستوطن من بينهم ويغرس سكيناً في صدره، ويعلن عن استشهاده بعدها بوقت قصير.

الحادثة تعد الأولى من نوعها في إطار المواجهة المحتدمة بين الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين وغلاة المستوطنين، وقعت مساء الثلاثاء الماضي، وشكلت صدمة كبيرة لذوي الشهيد، ومؤشراً خطيراً على سلوك المستوطنين الدموي، وقفزة في شكل الاعتداءات التي يرتكبونها بحق المدنيين العزل، تحت حماية كاملة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

عم الشهيد نعيم حرب يكاد لا يتمالك نفسه من هول المنظر الذي كان شاهداً عليه، حيث يستذكر ابن أخيه الذي كان غارقاً في دمائه دون أن تسمح قوات الاحتلال لهم بالاقتراب منه وإسعافه لأكثر من عشرين دقيقة.

يقول نبيل حرب، لـ"العربي الجديد": "لقد طردنا المستوطنين أول مرة، فولوا هاربين، لكنهم ما لبثوا أن عادوا بعدما سبقتهم قوة من جيش الاحتلال ومعها عناصر أمن المستوطنين المسلحين، بدأنا الجدال معهم حول ضرورة وقف هجمات المستوطنين ولجمهم، وفجأة ودون سابق إنذار، اخترق مستوطن صفوفهم وغرس سكيناً في صدر الشهيد علي، وانسحب ليحتمي بالجنود الذين أطلقوا حينها الرصاص في الهواء لتفريقنا. تشعر وكأن الأمر مخطط له بين الطرفين، بل هما طرف واحد يتبادلان الأدوار".

ويشير حرب إلى أنهم حاولوا لأكثر من عشرين دقيقة الاقتراب من الشهيد علي وهو ينزف دون جدوى، حيث كان جنود الاحتلال يمنعونهم بالقوة، وبعد ذلك حملوه وساروا به لمسافة تزيد عن 500 متر، نظراً لوعورة الطريق وتضاريسها الجبلية، قبل تسليمه لسيارة الإسعاف التي نقلته إلى المستشفى ومن هناك جاء الإعلان الرسمي عن استشهاد علي.

ويوضح عم الشهيد، وهو ناشط سياسي ومجتمعي، أن الدعم الكبير الذي يحظى به المستوطنون من حكومتهم والتستر على جرائمهم والمحاكم الشكلية التي تعقد لبعضهم هي السبب في هذه الغطرسة التي وصل لها هؤلاء، "إنهم يقتلون ويحرقون الأحياء كما فعلوا مع الفتى محمد أبو خضير في القدس وعائلة دوايشة في جنوب نابلس، ولا أحد يعاقبهم".

مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، يوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن لجوء المستوطنين لأسلوب الطعن كما جرى مع الشهيد حرب، هو إنذار بموجة عمليات ستنفذها عصاباتهم في الضفة المحتلة، وستستهدف المدنيين والمزارعين وكل الناشطين الموجودين بشكل مستمر في المناطق المشتعلة.

ويشير دغلس إلى أن "استخدام السلاح الأبيض يعود لكونه متوفرا بشكل أكبر من السلاح الناري، رغم أن معظم المستوطنين مسلحون، وهذا يتطلب من الفلسطينيين اليقظة والحذر"، فيما يقول دغلس: "إن التخاذل يعني أن هناك ضحايا جدد على غرار ما جرى مع الشهيد حرب".

ووفق دغلس، فإن محافظة سلفيت تعد من أكثر المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية عرضة للهجمة الاستيطانية مقارنة بمساحتها وعدد سكانها، كما أن هنالك تسعة عشر تجمعاً سكانياً فلسطينياً مقابل أربع وعشرين مستوطنة وتجمعاً استيطانياً مقامة على أراضي سلفيت، وكذلك بؤرًا استيطانية تقام على أراضي سلفيت تصفها حكومة الاحتلال بأنها غير شرعية، "على أساس أن بقية المستوطنات شرعية!"، يقول دغلس.

ويحذر دغلس من الصمت والسكوت على إعلان المستوطنين الانطلاق في مشروع لإقامة عشر بؤر استيطانية على غرار بؤرة "أفيتار" المقامة على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا، جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة.

المساهمون