الشهيد إياد الحلاق يُقتل مرّتين بعد تبرئة قاتله: الحكم العنصري

القدس المحتلة

محمد عبد ربه

avata
محمد عبد ربه
10 يوليو 2023
الاحتلال يبرئ قاتل شاب فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة
+ الخط -

تعيش عائلة الشهيد المقدسي إياد خيري الحلاق من حي واد الجوز في القدس المحتلة، حالة من الصدمة والدخول بعدما برأت محكمة الاحتلال قاتل نجلها، غير أنها ما زالت قوية مؤكدة في حديثها لـ"العربي الجديد": "ننتظر عدالة السماء".

عبّر والدا إياد لـ"العربي الجديد" عن شعورهما بالمرارة من قرار قاضية المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة، الخميس الماضي، ببراءة جندي مما يسمى حرس الحدود الإسرائيلي من قتل نجلها، قبل أكثر من ثلاث سنوات.

تقول والدة إياد خيري: "كنا نتوقع أن تصدر المحكمة حكما على القاتل بالسجن يتراوح ما بين عشر سنوات واثنتي عشرة سنة، كما بلغنا بذلك قسم التحقيق مع أفراد الشرطة، في وزارة القضاء الإسرائيلية والمعروف باسم "ماحش"، لكن المفاجأة المدوية كانت تبرئة القاتل، وسط تبادل الابتسامات بين القاتل ومن حضر معه وحتى مع أفراد "ماحش" الذين تواجدوا في المحكمة، وبدا السرور على وجوههم جميعا".

حين استفاقت والدة إياد من صدمتها بالحكم عقب صدوره صرخت على نحو هستيري بمن تواجد في قاعة المحكمة قائلة: "لماذا تصورون، نحن أقوياء"، رددتها أكثر من مرة قبل أن تقتادها ابنتاها إلى خارج المحكمة، في حين ظل والد إياد يصرخ محتجاً على قرار تبرئة القاتل، واصفاً القاضية بأنها عنصرية.

تصف والدة إياد قرار تبرئة القاتل بأنه اتخذ على أعلى المستويات السياسية والأمنية وهو ما أكده والده أيضا لـ"العربي الجديد"، حين التقيناه في منزله بواد الجوز.

كان إياد وفق ما تقوله والدته، من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان هناك ما يدل على حالته الصحية حيث يحتفظ بأربع بطاقات تدل على وضعه الصحي، وبأنه كان يعاني من التوحد، ورغم ذلك قتلوه، ثم قتلوه مرة ثانية حين برأت القاضية القاتل من جريمته، وهي تعلم بأن إياد يعاني ما يعانيه، وبأن القاتل حتى بشهادة الضابط المسؤول عنه أطلق النار على إياد بعد إصابته وكان بالإمكان اعتقاله، وهو يصرخ ويشير إلى الجنود الأربعة الذين طاردوه بأنه مع مربيته وردة محمود.

العدالة الوحيدة التي يطلبها والدا الشهيد هي عدالة السماء فقط، وكما قالت والدته لـ"العربي الجديد": "أصلي في كل الأوقات أن يقتص الله من قاتل ابني، هو وحده من ينصف إياد ويحقق العدالة له".

لم تمر السنوات الثلاث على ارتقاء إياد شهيدًا سهلة على العائلة، وفق ما تقوله والدته، فعلى مدى هذه السنوات عقدت أكثر من ستين جلسة استماع في محاكم الاحتلال عانت هي ووالده وشقيقتاه من سوء المعاملة والإهانة وحتى الشتم من قبل عناصر الاحتلال سواء في المحكمة أو خلال التحقيق، وقبل ذلك بعد استشهاد إياد مباشرة واقتحام جنود الاحتلال منزل العائلة وتوجيه الشتائم لأفرادها.

الشيء الوحيد الذي تحتفظ به عائلة الشهيد بعد هذه السنوات من الألم والمعاناة كم كبير من صور ورسومات للشهيد، الذي كان يعشق العناية بالورد في حديقة البيت ويمضي فيها جل أوقات فراغه.

رحل إياد مظلوماً كما يقول والده، الذي رافقنا إلى حديقة البيت، وهي البستان المفضل لنجله ليخبرنا بأن كل ما فيها لم يعد كما كان، جف الزرع واختفى الورد، ولم تعد شجرة الليمون التي كان يعتني بها نجله تعطي ثمرها، ويقول: "لم يبقَ ورد ولا ليمون، البستان بعد إياد مهجور!".

صدمة عائلة إياد ليست فقط من حكم البراءة الذي برأ القاتل من دم ابنها، بل أيضاً من طريقة إصدار القرار، إذ لم تستغرق تلاوته من قبل قاضية المحكمة سوى دقائق معدودة جداً، دون أن تتاح للعائلة أو لطاقم محاميه المكون من ثمانية محامين، الحديث أو الاعتراض والإدلاء برواية العائلة والتعبير عن رأيها.

ذات صلة

الصورة
مشهد من دير البلح وسط قطاع غزة - يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أفاد رئيس بلدية دير البلح في وسط قطاع غزة ذياب الجرو "العربي الجديد"، بأنّ المدينة التي ادّعى الاحتلال أنّها آمنة تتعرّض مناطق فيها لاستهداف عسكري متواصل.
الصورة
منظر للدمار في منطقة المواصي بخانيونس بعد الهجوم الإسرائيلي، 14 يوليو 2024 (الأناضول)

منوعات

دشن متابعون فلسطينيون وعرب وسم #العربية_شريك_في_الإبادة، ليعبروا عن غضبهم إزاء تغطية القناة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
وزير خارجية المغرب بعد قمة النقب في إسرائيل، 28 مارس، 2022 (Getty)

سياسة

أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل بالتوازي مع حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، تعزيز علاقتها الأمنية مع المغرب.
المساهمون