يحمل المهجّر من ريف حماه خالد الأحمد ما تبقى من خيمته التي مزقتها العاصفة الهوائية على كتفه، ويسير دون وجهة محددة داخل مخيم السكن الشبابي شمالي مدينة إدلب. يبحث عن مكان يضع فيه بقايا خيمته لعله يخيطها ويصلحها لتعود من جديد مأوى صالحاً له ولعائلته في ظل الظروف الصعبة.
ويقول الأحمد لـ"العربي الجديد": "وصلنا تحذير الأرصاد الجوية من العاصفة الهوائيّة، فعملت على وضع أحجار على الخيمة قدر المستطاع، وأضفت لها الأحزمة المتوفّرة لكنّها لم تصمد طويلاً في وجه العاصفة وهدمت فوق رؤوسنا. وانسحب الأمر على خيمة أخي التي إلى جواري. خسرنا المأوى وما في اليد حيلة. وقفنا عاجزين أمام هذه العاصفة".
تحلم افتكار حوران، حالها حال مئات الآلاف من السوريين، بالعيش بين جدران. وبمساعدة أطفالها، خططت ورسمت ما يشبه الشقة ببعض الحجارة المجموعة من أراضي عشوائية وتراب مجبولة بالمياه، وتأمل أن تستمر الحياة. تقول لـ"العربي الجديد": "عملت لأيّام عدة مع أولادي لبناء جدران من الطين والحجارة وجعلت من خيمتي سقفاً. اعتقدت أنني سأرتاح بعدها من مصاعب الشتاء، لكن العاصفة الهوائية دمرت أحلامي وهدمت حائطاً منها ولا أعرف كم ستصمد بعد غرفتي الطينية".
دمرت خيمة طراد الحوران وأسرته بفعل العاصفة، ولجأ أفراد العائلة إلى خيام الجيران وذلك في مخيم السكن الشبابي. يقول لـ"العربي الجديد": "هذه الخيام الممزقة لن تصمد في وجه هذه العاصفة القوية، وهي أصلاً لا تحمينا صيفاً ولا شتاء. كل ما نتمناه في هذا الشهر الفضيل أن تتكفل جهة ما باستبدال الخيام أو منحنا منازل مسبقة الصنع للتخفيف من معاناتنا، وخصوصاً إشعال النار لإعداد الطعام".