استمع إلى الملخص
- تم توقيف خمسة عناصر شرطة متورطين في الحادث، وأمر الرئيس الإيراني بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الوفاة، مع احتمال اتخاذ تدابير تأديبية.
- جاء التعامل السريع مع الحادث خشية من اندلاع احتجاجات مشابهة لتلك التي وقعت بعد وفاة مهسا أميني في 2022.
اعترفت الشرطة الإيرانية اليوم الجمعة، في بيان لها، بمقتل شاب في مقرّ لها شمالي البلاد، نتيجة تعرّضه للضرب على يد عناصر منها، وذلك بعد أوامر رئاسية بإجراء تحقيق في الحادثة. وأثار مقتل الشاب الإيراني مير محمد موسوي (36 عاماً) في مقرّ للشرطة بمدينة لاهيجان، ردود فعل غاضبة في أوساط المجتمع، ما دفع السلطات سريعاً إلى التعامل مع الحادث لاحتواء تداعياته المحتملة، وتوقيف خمسة عناصر شرطة مشتبهين بالتورط في تعذيب الضحية.
وقالت الشرطة الإيرانية في بيانها، إنّ "عناصر الشرطة لم يسيطروا على غضبهم ومشاعرهم بعدما قام الضحية بالإساءة إليهم وسبهم"، مشيرة إلى أنّ الطب العدلي يقوم بدراسة سبب الوفاة "بسبب الحوادث التي وقعت قبل تواجد الشرطة (في مكان النزاع) والظروف الجسدية والنفسية للراحل"، وذلك في إشارة إلى نزاع حصل بينه وبين شباب آخرين.
وأكدت الشرطة الإيرانية أنّ ما صدر من سلوك من بعض عناصر الشرطة "كان يتعارض مع النهج المهني للشرطة وغير مقبول بتاتاً"، مضيفة أنه تم وقف قائد مقر الشرطة وتوقيف بقية العناصر المتورطين في الحادث عن العمل، متحدثة عن احتمال اتخاذ تدابير تأديبية بشأن قيادات شرطية إن ثبت إهمالهم.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإنّ الشاب مير محمد موسوي اعتقل، يوم الخميس 22 أغسطس/ آب الجاري، في قضاء لاهيجان في محافظة جيلان شمالي إيران بعد تورطه في نزاع بالشارع مع شباب آخرين، ليتم نقله إلى المستشفى لاحقاً ميتاً.
وسرعان ما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران مقطعاً مصوراً لجثة الشاب في المغسل، وقد ظهرت عليها آثار الكدمات والضرب. وأعلن المدعي العام في مدينة لاهيجان الإيرانية، إبراهيم أنصاري، توقيف خمسة عناصر شرطة متهمين بقتل الشاب موسوي، مضيفاً، وفق صحيفة "همشهري أونلاين" التابعة لبلدية طهران أنّ الجهاز القضائي بدأ تحقيقاته بشأن السبب الرئيس في القتل.
كما ذكر رئيس إعلام الحكومة الإيرانية، إلياس حضرتي، أنّ الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان، قد كلّف وزير الداخلية إسكندر مؤمني بضرورة تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات وفاة الشاب الإيراني في مقرّ الشرطة. كما أعلن المركز الإعلامي الشرطي الإيراني أنّ قائد قوات الأمن الداخلي (الشرطة) أحمد رضا رادان أيضاً أمر بتشكيل لجنة للغرض نفسه، وأوفد مفتشين إلى محافظة جيلان للتحقيق عن قرب بشأن الموضوع.
ووفق آراء ناشطين إيرانيين على مواقع التواصل، فإنّ التعامل السريع من السلطات مع ملف وفاة الشاب موسوي في مقر الشرطة، جاء على وقع خشية من اندلاع احتجاجات بسبب الحادث، مستذكرين ما حصل مع الشابة الراحلة مهسا أميني التي اعتقلت في سبتمبر/ أيلول 2022 من قبل شرطة الآداب في طهران، بتهمة عدم التقيّد بالحجاب، لكنها بعد سويعات من اعتقالها انتقلت إلى المستشفى في حالة مغمى عليها قبل أن تتوفى بعد يوم، وخلّفت وفاتها احتجاجات واسعة في البلاد وسط اتهامات طاولت الشرطة الإيرانية بضربها، غير أنها نفت ذلك. وتعرضت الشرطة والسلطات الإيرانية خلال السنوات الأخيرة لانتقادات من برلمانيين وناشطين بأنها لم تتخذ إجراءات سريعة لاحتواء حادث مهسا أميني منعاً لاندلاع احتجاجات.