الشتاء يجدد معاناة النازحين في الشمال السوري: خيم مهترئة وبرد لا يرحم

07 نوفمبر 2022
الخيام في مخيم التح مهترئة لا تقي برد الشتاء (عدنان الإمام)
+ الخط -

مع هطول الأمطار المنذرة بقدوم الشتاء، تتزايد مخاوف النازحين، خاصة المقيمين منهم في خيام عمرها تجاوز الثلاثة أعوام، والتي لا تحتمل مواجهة المطر، ولا يمكنها أن تصمد في وجه أي عاصفة.

مدير مخيم "التح" في ريف إدلب شمال غرب سورية، عبد السلام يوسف، تحدث عن أوضاع النازحين المقيمين في المخيم، وقال لـ"العربي الجديد": "الخيام مهترئة لا تقي برد الشتاء أبدا، ومع قدوم كل فصل شتاء تزداد المعاناة أكثر فأكثر، والناس مع قدوم الشتاء يبدأون في خياطة الخيام الممزقة التي لم تعد تحتمل".

أضاف يوسف: "كل عام نناشد المنظمات الخدمية التي تجهز الطرقات، ولا حلول للأزمة المتكررة منذ 7 سنوات، نحتاج صرفاً صحيا ونقلَ الناس في الخيام إلى كتل سكنية تلائم حياتهم، لا كتلٍ سكنية ضيقة. هناك 50 أرملة في المخيم غير قادرات على تأمين أطفالهن، في ظل الارتفاع الفاحش لأسعار التدفئة، وأقل مادة تدفئة سعر الطن الواحد منها 225 دولارا". 

النازحة من بلدة التح بريف إدلب الجنوبي، والتي تقيم في المخيم الذي يحمل اسم البلدة، عائشة حسن عيد، قالت لـ"العربي الجديد": "منذ أكثر من 3 سنوات والخيم لم تستبدل وأصبحت قديمة للغاية، ومع هطول الأمطار تغرقها المياه"، راجية استبدال خيمتها، إذ قالت "الخيم تالفة، منذ وصولنا المخيم أعدت خياطتها، وهي بحاجة لتبديل كامل، وليس لدينا تدفئة سوى جمع الحطب من الأراضي، والمدفأة تحتاج الكثير من الأموال".

وفي منطقة مشهد روحين شمالي إدلب أيضا، يقيم النازح عيسى الخليل، ويعاني أيضا مع قدوم كل فصل شتاء، حيث تهطل الأمطار من سقف بيته، موضحا لـ"العربي الجديد" أن البيت الذي يسكنه يشبه الخيمة لحد كبير، لكن جدرانه من الطوب، موضحا: "نثبت السقف بإطارات السيارات وأكياس التراب، ونضع أيضا ما يتوفر من التراب بمحيطه خوفا من دخول المطر وتسربه عبر الجدران إلى الداخل".

وتابع: "الحياة في فصل الشتاء صعبة للغاية، في بعض الأحيان أخاف من سقوط دعامات السقف الخشبية التي نضع عليها ألواح التوتياء القديمة، نضع بعض الشوادر فوقها والأغطية البلاستيكية العازلة للمطر التي تحتاج إلى استبدالها كل موسم".

ووفقا لتقرير صدر عن "فريق منسقو استجابة سورية"، الجمعة الماضي، فإن عزل الخيم والأرضيات داخل خيم النازحين تعد مشكلة كبيرة، خاصة مع انتهاء العمر الافتراضي لغالبية المخيمات، مضيفا أن "63 بالمائة من أراضي المخيمات غير معزولة".  

ويقدر عدد المخيمات شمال غربي سورية بنحو 1633 مخيما، يقطنها أكثر من مليون نازح.

المساهمون