السيول تتسبب في تضرر أكثر من 30 بيتاً في مخيم الركبان

05 يناير 2023
تزيد معاناة سكان مخيّم الركبان كلّما هطلت أمطار غزيرة (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

شهد مخيّم الركبان للنازحين السوريين الواقع عند الحدود السورية - الأردنية - العراقية سيولاً نتيجة الأمطار الغزيرة المتساقطة، الأمر الذي تسبّب في تضرّر عدد من البيوت الطينية في المخيّم، في ظل ظروف مأساوية صعبة يعيشها سكان المخيّم، وسط تجاهل من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في الشأن الإنساني.

يقول رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية السورية ماهر العلي لـ"العربي الجديد" إنّ "عاصفة مطرية قوية ضربت منطقة الـ55 ومخيّم الركبان في ريف حمص الشرقي، وهو ما أدّى إلى تضرّر أسقف أكثر من 30 بيتاً مؤقّتاً مبنيّاً من الطين والطوب في المخيّم. كذلك تسرّبت مياه الأمطار إلى داخل بعض البيوت غير المدعّمة بالإسمنت أو الحجارة، الأمر الذي أدّى إلى تضرّر أثاثها البسيط".

ويوضح العلي أنّ "وضع مخيّم الركبان يزداد سوءاً يوماً بعد آخر، ولم يتغيّر أيّ شيء بالنسبة إلى الاستجابة الإنسانية الخاصة بالمخيّم. ويومياً، ثمّة مأساة ومعاناة جديدة فيه، لا سيّما أنّه يعاني من نقص في الطبابة والمستلزمات الطبية، إلى جانب المساعدات الإنسانية ومواد التدفئة وكذلك أثاث المنازل لتعويض المتضرّرين من السيول"، مشيراً إلى أنّ "فصل الشتاء هذا العام قاسٍ على سكان المخيّم".

يضيف العلي أنّ "ثمّة غياباً للاختصاصات الطبية في المخيّم ومنطقة الـ55. وقد دخل طبيبان سوريان في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2022 المنصرم إلى المخيّم من الأردن، وقدّما بعض الخدمات الطبية لساكنيه. وبعدما رجعا إلى الأردن، لم يعودا إلى المخيّم مرّة أخرى".

ويتابع العلي أنّ "الأسعار في مخيّم الركبان ارتفعت بنسبة 100 في المائة مقارنة بالعام الماضي"، مبيّناً أنّ "سعر كيس الطحين يبلغ 175 ألف ليرة سورية (نحو 70 دولاراً أميركياً)، وكيلوغرام السكر بعشرة آلاف ليرة (نحو أربعة دولارات)، وليتر المازوت بعشرة آلاف كذلك، وليتر البنزين بعشرين ألفاً (نحو ثمانية دولارات)".

من جهته، يقول العضو في مكتب شؤون النازحين التابع لمجلس العشائر أحمد منصور لـ"العربي الجديد" إنّ "المكتب أحصى في عام 2022 المنصرم مغادرة 260 عائلة من مخيّم الركبان، ما يعني 1365 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال والمرضى"، لافتاً إلى أنّ "عدداً ضئيلاً من تلك العائلات توجّه إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بواسطة مهرّبين، فيما قصد العدد الأكبر مناطق سيطرة النظام بواسطة سماسرة يعملون في تلك المناطق أو أقارب لهم يقيمون فيها بعد الحصول على موافقات أمنية. لكنّ أيّ ضمانات لم تقدّم بشأن عدم تعرّض العائدين إلى الاعتقال من قبل أجهزة النظام الأمنية".

ويوضح منصور أنّ "الذين بقوا في مخيّم الركبان بمعظمهم، يرفضون قطعاً العودة إلى مناطق سيطرة النظام، كونهم خرجوا ضدّه في بدايات الثورة السورية، ولا بدّ من أن يؤمّن التحالف الدولي المسؤول عن المنطقة احتياجات هؤلاء". ويرى منصور أنّه "تتوجّب على الأردن إعادة تفعيل النقطة الطبية التابعة للأمم المتحدة على الحدود لتأمين الطبابة لسكان المخيم وتحسين الواقع الطبي فيه".

في سياق متصل، يقول محمود العامر، وهو نازح من مدينة تدمر إلى مخيّم الركبان، لـ"العربي الجديد" إنّ "السيول زادت من معاناة سكان المخيّم"، مشيراً إلى أنّ "العاصفة المطرية أدّت إلى هدم ثلاثة بيوت لي ولأبنائي في المخيّم، وقد نزحنا متوجهين إلى أقارب لنا بعدما لم نجد مأوى لنا".

ويشدّد العامر على أنّ "المتضرّرين في حاجة إلى تدخّل فوري من قبل المنظمات، لتعويضهم عمّا تضرّر من بيوت وأثاث بسبب السيول". يضيف أنّ "سكان المخيّم في حاجة إلى مواد تدفئة، لا سيّما أنّ الأطفال بمعظمهم في المخيّم يعانون من أمراض صدرية بسبب البرد"، متمنياً أن "يتحسّن وضع المخيّم في العام الجديد، وتتحرّك المنظمات الدولية والأمم المتحدة لإنهاء مأساة سكانه المستمرة منذ أعوام عديدة".

المساهمون