السلطات تعطل إصدار جواز سفر الحقوقية ماهينور المصري لتسلم جائزة دولية

24 مارس 2022
المحامية الحقوقية والناشطة المصرية ماهينور المصري (Getty)
+ الخط -

أعلنت المحامية الحقوقية والناشطة المصرية ماهينور المصري أن السلطات المصرية تعسّفت عليها إدارياً على مدار شهرين، بتعطيل استخراج جواز سفر لها بديلا للجواز الذي سُحب منها في مطار القاهرة قبل القبض عليها مباشرة بنحو أربعة أعوام.

وروت ماهينور المصري، مساء أمس الأربعاء، تفاصيل واقعة التعنت معها لمنعها من السفر إلى العاصمة التشيكية براغ، لاستلام جائزة homo homini الصادرة عن مؤسسة people in need، وهي جائزة معنوية، تكريماً لجهودها في مجال حقوق الإنسان في مصر. 

وكتبت المصري، عبر حسابها الخاص على موقع "فيسبوك"، تفاصيل ما حدث معها: "الحقيقة، لمدة شهرين تقريبا أحاول استخراج باسبور بدلا من الذي سحب مني في المطار عند رجوعي من مصر سنة 2018 بشكل غير قانوني... والحقيقة أنّ الموظفين في إدارة الجوازات تعاملوا معي بكل احترام وأدوا دورهم، ولكن الأمر ليس بأيديهم، وأنا أتفهم هذا".


وتابعت: "الفكرة أن الباسبور وثيقة رسمية ليس من حق أحد أن يحرم مواطناً منها، كأن يُعاقب شخص بعدم إصدار هوية له! ثانيا، فإنه في حالة إصلاح صورة مصر أمام العالم؛ فليس من الذكاء إطلاقا منع شخص من السفر، لأن هذا يضر سمعة البلد أكثر".

وأكدت ماهينور المصري أنها سبق أن سجلت كلمتها التي كان من المقرر أن تلقيها في حفل التكريم وأرسلتها، وكانت تأمل أن تسافر. 

ونشرت المحامية الحقوقية والناشطة المصرية نص كلمتها في حفل التكريم، والتي شددت فيها على قضايا محلية وإقليمية، وخاصة القضية الفلسطينية.

وجاء في كلمتها: "اسمي ماهينور المصري ..محامية مصرية وحائزة على جائزة Homo Homini للعام 2021.. اليوم، وقلوبنا مع المواطنين الأوكرانيين الأبرياء، ونحن نصلي من أجل نصرهم وأمانهم، يجب أن نتذكر الآخرين الذين كانوا في هذا الوضع منذ عقود.. الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال منذ 1948، والذين يواجهون المذابح والاعتداءات اليومية.. السوريين الذين أرادوا فقط حريتهم ولكنهم وقعوا في حرب أهلية بسبب مصالح دولية، والقائمة طويلة، لا نستطيع أن ننسى فيها السودانيين، اليمنيين، البيلاروس، الروسيين المناهضين للحرب، الأميركيين والأقليات في كل مكان.. معركتنا واحدة، وانتصار مجموعة هو انتصار للجميع".

وتابعت "فكما يصنع المستبدون تحالفات، يجب علينا نحن الشعوب أن نقف معا ونعلم أننا الأغلبية، وأننا سننتصر فقط إذا توقفنا عن التفرقة بيننا بسبب اللون، الدين، الأصل أو النوع. وكوني قادمة من بلد يتفاخر نظامها الحاكم ببناء أكبر مجمع سجون في الشرق الأوسط، بلد بها آلاف من الأبرياء في السجون محرومون من حقهم في محاكمة عادلة، بلد بها مئات المواقع المحجوبة. فأنا أريد أن أهدي تلك الجائزة للأبطال الحقيقيين".

و"الأبطال الحقيقيون" الذين أهدتهم المصري جائزتها هم "آلاف المصريين الأبرياء الذين ما زالوا قابعين داخل الزنازين المظلمة، فقط لأنهم تجرأوا على مواجهة الظلم. كنت أتمنى أن أتلو أسماءهم جميعا، ولكن القائمة طويلة جدا. وإلى المصريين في الشتات هؤلاء المحرومين من العودة إلى وطنهم. وإلى زملائي المحامين الذين يخاطرون في محاولة لإيصال العدالة في بيئة سامة جدا فيها القانون موجود لتثبيت دعائم الطغيان. وإلى النشطاء والصحافيين الذين يحاولون كشف الحقيقة، ولكن النظام يطلق عليهم إرهابيين وخونة. وإلى النسويات اللاتي يردن تحطيم البطريركية".

كما أهدت الجائزة "إلى السيدات الفقيرات اللاتي قابلتهن في السجن.. هن اللاتي سُجنَّ بسبب فقرهن وليس بسبب كونهن مجرمات. وإلى كل اللاجئين أيًا كان لونهم، الذين فروا من بلادهم في محاولة لبدء الحياة مرة ثانية في مجتمعات أخرى. وفي المقام الأول الفلسطينيون الذين علمونا كيف نقاوم ونحيا، والآن إلى الشعب الأوكراني الذي أتمنى أن يعلمنا كيف ننتصر دون تفرقة بسبب اللون أو العرق".

يذكر أن قوات الأمن اعتقلت ماهينور المصري في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، على ذمة القضية 448 لسنة 2019، قبل أن تخلي السلطات المصرية سبيلها بعد عامين من حبسها احتياطيا. 

وماهينور المصري عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، اشتهرت بمعارضتها المجلس العسكري الذي تولى السلطة عقب خلع مبارك، وكان موقفها واضحا من نظام الرئيس الراحل محمد مرسي، وأيضا النظام الحالي.

ولأنها من أبرز الوجوه في ثورة يناير/كانون الثاني 2011، فقد لحقت بها حملة الاعتقالات التي طاولت عددا من الشخصيات البارزة خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع دعوات النزول في 20 سبتمبر/أيلول 2019.

ومن خلف الأسوار، حصلت ماهينور على جائزة "لودوفيك تراريو" الحقوقية الدولية عام 2014، وهي جائزة دولية تمنح سنويا لمحام تميز في "الدفاع عن احترام حقوق الإنسان"، وأهدتها في ذلك الوقت للمعتقلين داخل السجون المصرية والشعب الفلسطيني، وريحانة كلاوي، الفتاة الإيرانية التي حُكم عليها بالإعدام لأنها قتلت مغتصبها دفاعا عن النفس.

المساهمون