أعادت وزارة الهجرة العراقية قرابة خمسة آلاف نازح إلى منازلهم في محافظات صلاح الدين ونينوى، وذلك بعد انتقادات حادة من منظمات محلية إنسانية وحقوقية، اتهمت فيها الحكومة بالتراخي في برنامج إعادة النازحين إلى منازلهم بعد انتهاء فترة الانتخابات التي تحول فيها ملف نحو مليوني نازح عراقي، بينهم قرابة نصف مليون طفل، إلى شعار انتخابي، ومحل أطماع أحزاب سياسية.
وقالت وزارة الهجرة العراقية في بيان لها، أمس الإثنين، إن مخيمات النازحين شرق الموصل وجنوبها شهدت في الأيام الثلاثة الماضية عودة 4.878 نازحا إلى مناطق سكناهم الأصلية في ساحلي الموصل الأيمن والأيسر والحضر والبعاج وتلعفر، إضافة إلى نواحي ربيعة والقيروان وزمار ومناطق تل عبطة ومجارين وبادوش، ضمن محافظة نينوى ومدينة الشرقاط في صلاح الدين.
ووفقا للبيان، فإن "النازحين يعودون إلى ديارهم طوعاً، ووفقا لرغبتهم، ولا أحد يستطيع إجبارهم على ترك المخيمات"، كاشفا عن وصول 205 نازحين من مخيم أكدة في تركيا إلى مناطق سكناهم في نينوى".
وكانت منظمة نينوى لحقوق الإنسان في الموصل، قد وجهت انتقادات حادة للحكومة العراقية بشأن ملف النازحين والتراخي في إعادتهم.
وقال عضو المنظمة، وليد حمدي، في تصريحات لتلفزيون محلي عراقي، إنّ الحكومة أهملت ملف النازحين بعد الانتخابات، وتبين أنها تتعامل معه بمنطق سياسي لا إنساني، مؤكدا أن هذا الملف بات أخلاقيا بالدرجة الأولى، ونفكر في إطلاق حملة دولية للفت أنظار العالم إليه.
وفي الشأن ذاته، أكد عضو مجلس محافظة نينوى، حسام الدين العبار، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ملف النازحين في نينوى ما زال يشكل أكبر عائق لعودة عشرات الآلاف، ولدينا لغاية الآن نحو خمسة مخيمات يسكنها آلاف النازحين من سكان الساحل الأيمن بعد عمليات تحرير المحافظة بسبب تدمير منازلهم وعجزهم عن دفع إيجارات المنازل التي تتجاوز 500 ألف دينار عراقي" (بحدود 400 دولار أميركي).
وأضاف أن "أكثر من خمسين ألف نازح ما زالوا مهجرين في نينوى والمحافظات الأخرى، ونعمل مع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان على تقديم المساعدات وتوفير الماء والطعام والخدمات لهم".
من جهته، قال رئيس منظمة السلام لحقوق الإنسان، محمد القيسي، لـ"العربي الجديد"، إن "المعاناة ما زالت مستمرة للنازحين، ويجب على الحكومة الإسراع بإعمار الساحل الأيمن الذي دمر بشكل كامل بفعل تنظيم داعش والعمليات العسكرية". وتابع القيسي أنه "ليست الحكومة فقط هي التي تراخت، بل حتى المنظمات الدولية تراجع أداؤها، أخيرا، في تقديم الدعم للنازحين بالعراق، وكذلك في سورية على حد سواء".
وفي السياق، قال الناطق باسم مركز الإعلام الأمني، العميد يحيى رسول: "تواصل قيادة عمليات صلاح الدين تطهير المحافظة من مخلفات عصابات داعش الإرهابية، وتوفير البيئة الآمنة لعودة العوائل النازحة منها، إذ بلغ عدد العوائل التي عادت إلى مدينة تكريت (494674) عائلة، وإلى المجمع السكني في قضاء الدور (2751) عائلة، كما شهد مركز قضاء الدور عودة (6796) عائلة، وقرية البو عجيل (5169) عائلة".
أما قضاء بيجي فعادت إليه (62413) عائلة، فيما عادت إلى تلول الباج (364) عائلة، وفي قرية الشيخ (102) عائلة، وعادت إلى سليمان بيك (762) عائلة، وناحية الصينية (145) عائلة، ليكون العدد الكلي للعائدين إلى محافظة صلاح الدين (160481) عائلة.