السلطات الإيرانية تتصدى لخلع الحجاب بأساليب جديدة: حرمان من الخدمات

03 ابريل 2023
اتساع ظاهرة خلع الحجاب في إيران (Getty)
+ الخط -

مع تصاعد انتقادات المحافظين ومرجعيات دينية وسياسية محافظة لانتشار ظاهرة خلع الحجاب في إيران، أصبحت السلطات الإيرانية تتخذ تدابير وإجراءات جديدة في التصدي للظاهرة بدلا من تسيير دوريات شرطة الآداب في الشوارع، والتي اختفت مع اندلاع الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران خلال الأشهر الماضية جراء إثارة قضية الحجاب.  

واليوم الاثنين، مع انتهاء عطلة النوروز، أعلنت المؤسسة التعليمية الإيرانية أنها لن تقدم الخدمات للطالبات اللواتي لا تلتزمن بقوانين الحجاب.  

وأصدرت وزارة التعليم والتربية الإيرانية بيانا نشرته وكالات أنباء إيرانية، اعتذرت فيه عن "تقديم الخدمات التعليمية لعدد محدود من الطالبات اللواتي لا يلتزمن بقوانين ومقررات الزي في المدارس". 

وفي بيانها أيضا، سمّت الوزارة الإيرانية عناوين جملة سياساتها واستراتيجياتها في ما يخص الحجاب والعفة في المدارس والمؤسسات التعليمية التابعة لها في 16 بنداً.  

ودعت وزارة التعليم الإيرانية إلى التأسيس لخطاب "بناء وإيجابي" بين الطلاب حول المعتقدات الإسلامية والاجتماعية والمحلية، فضلا عن استخدام الكتب الدراسية لتبيين مسألة الحجاب من منطلقات قرآنية وروائية، ومناشدة المعلمات والعاملات في قطاع التعليم بضرورة الالتزام بالزي الإسلامي.  

الصحة تلزم الطالبات بالزي المهني

إلى ذلك أيضا، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أنها سترفض تقديم الخدمات التعليمية لـ"الطالبات المعدودات غير المحجبات"، داعية الطلبة إلى الالتزام بـ"الزي المهني الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالعفة والحجاب"، وفق ما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية.  

في الأثناء، دعا رئيس الجامعة الحرة الإسلامية الإيرانية محمد مهدي طهرانجي، في بيان بمناسبة العام الإيراني الجديد، إلى التصدي لـ"السلوكيات المنتهكة للحرمات، منها خلع الحجاب" في الجامعة، قائلا إن "ذلك يشكل مطلب أغلبية الطلاب"، حسب ما ورد في البيان.  

وانتشرت خلال الأيام الأخيرة فيديوهات عن رفض مطارات إيرانية تقديم الخدمات للإيرانيات اللواتي خلعن غطاء الرأس، لكنها بعد ارتدائه قدمت تلك الخدمات.  

ممنوع دخول غير المحجبات

كما أعلنت السلطات المحلية في مدن إيرانية أنها قامت بإغلاق محال تجارية بسبب سماحها بدخول غير المحجبات، فضلا عن مواقع سياحية. 

تأتي هذه الإجراءات بعدما عادت قضية الحجاب مرة أخرى إلى الواجهة وإلى صلب النقاشات السياسية والاجتماعية والإعلامية في إيران، مع اتساع ظاهرة خلع الحجاب، فضلا عن قيام فتيات إيرانيات بالرقص في شوارع وأماكن عامة، الأمر الذي أثار المزيد من الانتقادات من المحافظين.

كذلك، بدأت تتعالى أصوات برلمانية، فضلاً عن أصوات رجال الدين وخطباء الجمعة في إيران، تدعو السلطات إلى التصدي للظاهرة.   

وفي السياق، أعلن رئيس الجهاز القضائي الإيراني غلام حسين محسني إيجئي، السبت الماضي، أن "خلع الحجاب بمثابة معاداة للنظام والقيم، ومن يرتكب هذه المخالفة سيُعاقَب".  

وأضاف محسني إيجئي، في تصريحات صحافية أوردتها وكالة "فارس"، أنه "في حال اعتقال المُخالِفات، فستبت السلطة القضائية في الموضوع، وستلاحق كل من له دور في هذه القضايا من مسبب إلى متعاون وشريك".  

وشهدت إيران، خلال الأشهر الماضية، احتجاجات واسعة على خلفية موضوع الحجاب، وذلك إثر وفاة الشابة مهسا أميني في السادس عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بالحجاب. وخلفت هذه الاحتجاجات، التي رفعت هتاف "امرأة. حياة. حرية"، نحو 500 قتيل وفق مؤسسات حقوقية معارضة خارج إيران، غير أن حصيلة القتلى الرسمية لم تعلن بعد. وكان من بين القتلى عدد من عناصر الشرطة والأمن. 

وخلال هذه الاحتجاجات، خلعت إيرانيات -من بينهن فنانات- حجابهن كخطوة احتجاجية، ثم انتشرت الظاهرة في الشوارع، وخاصة في المدن الكبرى، مع اختفاء دوريات شرطة الآداب.

المساهمون