يجوب الستيني أحمد الخطيب، من ذوي الاحتياجات الخاصة، على عربة يحركها بيديه، شوارع بلدة كللي في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، يومياً، ويبيع الأطفال حلوى غزل البنات التي تعرف أيضاً في بلدان عربية أخرى باسم شعر البنات أو لحية الشايب.
يصنع الخطيب الحلوى باستخدام معدات ومواد بسيطة، وتساعده زوجته وأحفاده الصغار في تنفيذ هذه المهمة داخل منزله المتواضع شمالي بلدة كللي.
ومن أجل توفير دخل إضافي بسيط لمواجهة مشقات الحياة وإعالة أفراد أسرته، يهتم أحمد بزرع خضار ونباتات وأزهار أمام بوابة منزله تمهيداً لبيعها للمارة.
ويقول الخطيب لـ"العربي الجديد": "أصبت بشلل الأطفال، لكنني تأقلمت مع هذا الوضع مع تقدمي في السن، وتعلمت مهنة الخياطة التي عملت مدة طويلة فيها، لكن صحتي لم تعد تساعدني على الخياطة في السنوات الأخيرة، لذا أعد حلوى غزل البنات، وأبيعها على العربة المتحركة التي أتنقل بها لأنني على أستطيع البقاء بلا عمل في ظل ضيق الحال".
وبوجهه البشوش، يلقي أحمد التحيات على السكان، وينشر البهجة في الشارع الذي يعبره، وتزداد سعادته حين يفرح الأطفال بشراء غزل البنات منه بمبالغ قليلة جداً. وهم يتجمعون يومياً في الشوارع في انتظار قدومه في مواعيد محددة، أو يهرعون إلى عربته المزينة بأكياس ملونة لغزل البنات حين يسمعون صوت الأغاني التي تصدرها.
ويضيف: "رغم أن عملي بسيط، لكنه متعب بالنسبة لي بسبب تقدمي في السن، لكنني مضطر للعمل خاصة أن اثنين من أفراد عائلتي في حالة مرض، ويحتاجان إلى دواء باستمرار، وأحدهم حفيدي البالغ ثمانية أشهر، وولد مصاباً بهشاشة العظام".