الذخائر غير المنفجرة.. تهديد طويل الأمد للفلسطينيين في غزة

25 نوفمبر 2024
طفل عثر على قنبلة غير منفجرة في خانيونس، جنوب قطاع غزة، 4 نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشكل وجود الذخائر غير المنفجرة في قطاع غزة المكتظ بالسكان تهديداً طويل الأمد للمدنيين، حيث عاد 70% من السكان إلى مناطق القتال، مما يزيد من خطر الإصابة.
- يعاني سكان غزة من نقص في المساعدات الإنسانية بسبب الحصار، مما يدفعهم للبحث عن الضروريات بين الأنقاض، حيث يمكن أن يتعرضوا للذخائر غير المنفجرة، ويتلقى 19% فقط من الضحايا الإسعافات الأولية.
- استخدام إسرائيل للأسلحة بشكل عشوائي في المناطق المدنية ينتهك القانون الإنساني الدولي، والمجلس الدنماركي للاجئين يدعو لاستجابة دولية عاجلة لحل هذه المشكلة.

حذّر المجلس الدنماركي للاجئين، في تقرير نُشر اليوم الاثنين، من أنّ الذخائر غير المنفجرة المستخدمة في منطقة مكتظة بالسكان، مثل قطاع غزة، سوف تستمرّ في تعريض المدنيين للخطر حتى بعد وقف الحرب. يأتي ذلك مع تواصل الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي حصدت أرواح عشرات آلاف الفلسطينيين.

وأفادت كورين لينكار، من المنظمة الدنماركية غير الحكومية، بأنّ مخلّفات الحرب هذه، التي لا تنفجر على الفور أو التي تُركت ربما في أثناء القتال، تمثّل تهديداً طويل الأمد للمدنيين، وهي سوف تتسبّب في الغالب في إصابات ووفيات بين سكان قطاع غزة بعد مدة طويلة من انتهاء القتال.

وبحسب تقديرات المجلس الدنماركي للاجئين الذي ينشط في قطاع غزة، وبعد تحقيق استمرّ أسابيع عدّة، فإنّ الذخائر غير المنفجرة، سواء انفجرت لاحقاً أم لم تنفجر، فإنّها موجودة في مناطق عديدة مأهولة بالسكان في القطاع الفلسطيني المدمّر.

وأوضح المجلس الدنماركي للاجئين في تقريره أنّ 70% من الذين شملهم الاستطلاع يعودون إلى المناطق التي وقع فيها القتال، حيث هم معرّضون لخطر الإصابة من جرّاء هذه الذخائر غير المنفجرة المنتشرة، مشيراً إلى أنّ من الممكن أن تكون بقايا قنابل وصواريخ لم تنفجر.

ومع شحّ المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة بسبب منع إسرائيل إدخالها إلى القطاع، يبيّن المجلس في تقريره أنّ سكان قطاع غزة يفتقرون إلى كلّ شيء. أضاف أنّه خلال بحثهم عن "الضروريات الأساسية بين الأنقاض"، من الممكن أن يتعرّضوا لهذه الذخائر غير المنفجرة.

ولفت المجلس الدنماركي للاجئين، استناداً إلى التحقيق الذي أجراه، إلى أنّ "19% فقط من ضحايا الذخائر غير المنفجرة يتلقّون الإسعافات الأولية"، محذّراً من أنّ الأطفال معرّضون للخطر بصورة خاصة لأنّهم قد يظنّون أنّ هذه الذخائر مجرّد ألعاب أو خردة.

وقالت كورين لينكار، في تصريح لوكالة فرانس برس، إنّ "إسرائيل تستخدم الأسلحة بشكل عشوائي في المناطق المدنية، بصورة متكرّرة، وفي انتهاك للقانون الإنساني الدولي".

وحتى قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة المستمرّة منذ أكثر من 13 شهراً، كانت الذخائر غير المنفجرة تمثّل بالفعل مشكلة في القطاع الذي تعرّض لقصف إسرائيلي متكرّر خلال أكثر من عشر سنوات. وشدّد المجلس الدنماركي للاجئين، في التقرير نفسه، على أنّ هذه الذخائر غير المنفجرة "سوف تستمرّ في القتل والتشويه مدة طويلة بعد انتهاء الصراع".

بدوره، كان رئيس قسم إدارة ودعم البرامج في دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام تاكوتو كوبو قد أفاد، في وقت سابق من هذا الشهر، بأنّ الذخائر غير المنفجرة تمثّل "تهديداً طويل الأمد" في قطاع غزة، بالإضافة إلى عرقلتها الأنشطة المستقبلية وإعادة الإعمار والتعافي. وطالب المسؤول الأممي باستجابة دولية عاجلة لمتطلبات التعامل مع ملف الذخائر غير المنفجرة بمجرّد انتهاء الحرب الجارية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون