الدول النامية في "كوب 28" تضغط على العالم الغني لمكافحة تغيّر المناخ

الدول النامية في "كوب 28" تضغط على العالم الغني لمكافحة تغير المناخ بصورة فضلى

02 ديسمبر 2023
رئيس غينيا الاستوائية: أفريقيا تمتصّ أكبر قدر من الكربون وتطلق الأوكسجين (Getty)
+ الخط -

يحاول زعماء الدول النامية، في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28)، الضغط على الدول الصناعية الغنية، لتبادل الخبرات في مجال مكافحة الاحتباس الحراري وتخفيف الأعباء المالية عليها، في حين أشادوا بمواردهم الطبيعية التي تبتلع الكربون الذي يحبس الحرارة في العالم.

ويشارك في النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر المناخ المنعقد في دبي حتى 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، نحو 150 رئيساً ورئيس وزراء وفرداً من عائلات مالكة، وغيرهم من القادة الذين يقدّمون خططهم لتقليل الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري، وقد دعوا إلى التعاون لتجنّب كارثة مناخية يبدو أنّها تقترب أكثر من أيّ وقت مضى.

يُذكر أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ لم يحضرا "كوب 28"، علماً أنّ دولتَيهما تتسبّبان في 44 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة على الصعيد العالمي.

وأشار قادة دول أفريقية إلى أنّ الغابات المطيرة في قارتهم تساعد على امتصاص ثاني أكسيد الكربون الزائد في الهواء، في حين أطلقت بلدانهم نسباً ضئيلة من الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري مقارنة بالدول الأكثر ثراءً.

وانتقد رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغويما مباسوغو، الذي تُعَدّ بلاده أحد أكبر البلدان المنتجة للنفط في أفريقيا، الدول المتطوّرة، لفشلها في الوفاء بتعهداتها المتعلقة بتمويل العمل المناخي، والعمل على تحقيق أهدافها الخاصة للحدّ من انبعاثات صناعاتها. وقال إنّ "أفريقيا إحدى مناطق العالم التي تمتصّ أكبر قدر من الكربون وتطلق الأوكسجين".

من جهته، قال رئيس تيمور الشرقية المتاخمة لإندونيسيا وشمال أستراليا، خوسيه راموس هورتا، إنّ الدول النامية لا تستطيع التعافي من أعباء الديون بسبب تغيّر المناخ.

ومع تغيّب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، تُعَدّ هذه المرّة الأولى التي يقود فيها نائب رئيس أميركي وفد واشنطن في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، منذ مؤتمر "كوب 3" الذي عُقد في اليابان في عام 1997، والذي شارك فيه ألبرت غور نائب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.

وقد أرسلت الولايات المتحدة الأميركية ممثلين على مستوى أدنى إلى مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ، في خلال ولاية الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.

وبينما كانت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتّجه إلى مقرّ انعقاد المؤتمر في دبي، تحدّث مبعوث المناخ الأميركي جون كيري، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن تطوير الطاقة النووية، التي لا تنتج غازات الدفيئة، حتى لو كانت تمثّل تحديات أمنية وتنتج عنها نفايات.

يُذكر أنّ أكثر من 20 دولة دعت إلى مضاعفة الطاقة النووية المولَّدة في العالم ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050. وتحصل فرنسا على نحو ثلثَي احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة النووية، وهي النسبة الكبرى مقارنة بأيّ دولة صناعية أخرى.

بابا الفاتيكان في رسالة إلى "كوب 28": لإسقاط ديون الدول الفقيرة

دعا البابا فرنسيس الأوّل، الذي لم يتمكّن من حضور مؤتمر المناخ "كوب 28"، إلى إسقاط ديون الدول الفقيرة المتضرّرة من تغيّر المناخ، فيما طالب زعماء العالم بتحقيق "انفراجة" لمواجهة ارتفاع حرارة كوكب الأرض تشمل التخلّص من الوقود الأحفوري، قائلاً إنّ المناخ "خارج السيطرة".

وقد وجّه البابا، الذي أجبرته انتكاسة صحية على عدم المشاركة في "كوب 28"، رسالة إلى المجتمعين تلاها أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، اليوم السبت. وقال البابا في رسالته: "أنا معكم لأنّ تدمير البيئة هو إساءة إلى الله". أضاف البابا: "أيّها الإخوة والأخوات، من الضروري تحقيق انفراجة لا تكون مجرّد تغيير جزئي للمسار، بل طريقة جديدة لتحقيق التقدّم معاً".

يُذكر أنّ البابا فرنسيس جعل الدفاع عن البيئة جزءاً رئيسياً من التعاليم الاجتماعية في خلال بابويته الممتدّة منذ عشرة أعوام. وقد كتب وثيقتَين رئيسيّتَين حول هذا الموضوع في عام 2015 وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتابع البابا في رسالته: "أتمنّى أن يكون مؤتمر المناخ هذا بمثابة نقطة تحوّل، ويظهر إرادة سياسية واضحة وحقيقية يمكن أن تؤدّي إلى تسريع حاسم للتحوّل البيئي". ولتحقيق ذلك، قال إنّه من الضروري المضيّ قدماً بحزم نحو زيادة كفاءة الطاقة والطاقة المتجدّدة و"التخلّص من الوقود الأحفوري" وتغيير نمط الحياة المسرف.

وأكمل البابا فرنسيس أنّ "الفجوة بين القلّة الغنية والأعداد الكبيرة من الفقراء لم تكن قطّ بهذا السوء"، ودعا إلى إعفاء الدول الفقيرة من ديونها؛ إذ إنّها تتحمّل مسؤولية أقلّ عن الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري لكنّها تعاني أكثر من الدول المتطوّرة.

(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون