الخيام مطلب متضررين كثر من زلزال المغرب

11 سبتمبر 2023
عمد مغاربة منكوبون من جرّاء الزلزال إلى نصب خيام عشوائية (فيليب لوبيز/ فرانس برس)
+ الخط -

في وقت تواصل فيه فرق البحث والإنقاذ بالمغرب عمليات انتشال جثث ضحايا الزلزال من تحت الأنقاض وإنقاذ الأحياء، لا سيّما في المناطق التي كان يصعب الوصول إليها في الأيام الماضية، تُطرح قضية إيواء السكان المتضرّرين كتحدّ إضافي للقائمين على عمليات الإغاثة.

وبعد مرور نحو أربعة أيام على وقوع أعنف زلزال يعرفه المغرب منذ أكثر من قرن، ظهرت الحاجة الماسة إلى الخيام التي تُعَدّ حلاً للذين فقدوا بيوتهم. وقد صارت بالتالي مطلب مئات العائلات في الأقاليم الأكثر تضرّراً (شيشاوة والحوز وأزيلال وتارودانت)، وعلى رأس أولوياتهم، في حين أنّهم ما زالوا تحت هول الكارثة.

يُذكر أنّ زلزال الثامن من سبتمبر/ أيلول 2023 الأعنف في المغرب منذ 120 عاماً تقريباً، إذ بلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر، وأدّى إلى مصرع 2681 شخصاً وإصابة 2501 آخرين، بحسب البيانات الصادرة مساء اليوم الاثنين، إلى جانب تشرید الآلاف.

الصورة
مخيم إيواء متضررين من زلزال المغرب في سبتمبر 2023 (سعيد الشريف/ الأناضول)
مخيّم إيواء مؤقت لمتضرّرين من زلزال المغرب بالقرب من مدينة مراكش (سعيد الشريف/ الأناضول)

يقول رئيس جمعية "تلوتيمت للتنمية الشاملة" في إقليم شيشاوة مصطفى أوريك، لـ"العربي الجديد " إنّ "الحصول على خيمة صار المطلب الأوّل للمتضرّرين من الزلزال في قريتي"، مشيراً إلى أنّهم "لم يتمكنوا، حتى مساء اليوم الاثنين، من الحصول على خيمة تقيهم من التشرّد ومن قضاء ليلهم مفترشين الأرض" في العراء.

يضيف أوريك: "من الصعب على السكان الاستمرار في تحمّل معاناة المبيت في العراء في ظروف مناخية قاسية، أو نصب خيمة عشوائية، أو المغامرة بحياتهم بالعودة إلى بيوتهم المتضررة أو مواقع تلك التي تهدّمت، لا سيّما مع استمرار الهزّات الارتدادية"، مشدّداً على "الحاجة الماسة إلى الخيام في بعض المناطق".

من جهته، يقول رئيس جمعية "بسمة عطاء" في قرية أزمو بإقليم شيشاوة سعيد زين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مجموعة من القرى لم تحصل بعد على العدد الكافي من الخيام، وأخرى لم تصل إليها بعد أيّ خيمة لإيواء المنكوبين"، مؤكداً أنّه "مع انعدام خيار العودة إلى البيوت والسكن فيها، فإنّ السلطات مطالَبة بتوفير الخيام للتقليل من حجم معاناة المنكوبين".

وقد تمكّنت السلطات المغربية، في الساعات الأخيرة، من توفير مجموعة من الخيام المؤقتة للناجين من الزلزال المدمّر، إذ إنّ البيوت الجبلية بمعظمها لم تعد صالحة للسكن، بسبب التصدّعات والتشقّقات في جدرانها"، في حال لم تُدمَّر بالكامل.

وعلى طول الحزام الجبلي الممتدّ من إقليم الحوز إلى شيشاوة، نُصبت مئات الخيام بسبب عدم كفاية مراكز الإيواء في تلك المناطق التي تفتقر إلى البنى التحتية والمرافق الأساسية المطلوبة.

المساهمون