"الخوذ البيضاء" تصدر دراسة بأبرز احتياجات مخيمات النازحين في شمال سورية

14 ديسمبر 2022
تضمنت الدراسة الحوادث المأساوية المتكررة في المخيمات (فيسبوك/ الخوذ البيضاء)
+ الخط -

أصدرت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، أمس الثلاثاء، دراسة تتضمن أهم الاحتياجات الأساسية للمهجرين والنازحين في مخيمات محافظة إدلب وريف حلب شمال غربيّ سورية.

وقال منير مصطفى، نائب المدير العام لـ"الدفاع المدني السوري"، لـ"العربي الجديد"، إن "وحدة إدارة المعلومات في الدفاع المدني أعدت دراسة للاحتياجات الأساسية في 929 مخيماً يقطنها 1,393,128 نازحاً في شمال غرب سورية، 73 بالمئة منهم من النساء والأطفال".

وأكد مصطفى أن الهدف من الدراسة يأتي بمحاولة لتعزيز قدرة الجهات الفاعلة على تخطيط وتقديم الدعم الإنساني الذي يوافق الاحتياج المطلوب في الوقت المناسب للنهوض بواقع المخيمات والحد من الحوادث المأساوية المتكررة.

وأشار المصطفى إلى أن وحدة إدارة المعلومات في الدفاع المدني طورت الاستبانة الخاصة لهذه الدراسة بناءً على النماذج الأولية المعيارية في استقصاء احتياجات أماكن الإيواء، مستفيدةً من التغذية الراجعة من أصحاب المصلحة لجعل مواد الاستبيان تتوافق مع السياق الحالي من حيث النقاط التي جرت تغطيتها، ومن حيث طريقة عرضها.

وبحسب المصطفى، فإن الدراسة "تضمنت الحوادث المأساوية المتكررة في المخيمات ذاتها، حيث خلف شتاء العام الفائت أضراراً بـ 732 مخيماً، 79% من العينة المدروسة هذا العام، فيما لم يتعرض (197 مخيماً، 21%) لأضرار خلال ذات الفترة".

 وأرجع مصطفى سبب تكرار الحوادث إلى "إنشاء الكثير من المخيمات العشوائية من قبل المهجرين أنفسهم دون أي تخطيط أو مرافق وبنى تحتية، ودون دراسة حول طبيعة الأرض، ما يجعل هذه المخيمات عرضة للكثير من المخاطر".

وأضاف أن الصعوبات والمشاكل التي تعاني منها المخيمات هذا العام منذ بداية فصل الشتاء وحتى تاريخ الانتهاء من الدراسة كانت الفيضانات وغرق الخيام، إذ تعرضت 68 بالمئة من المخيمات المشمولة بالدراسة لهذه الحوادث، بينما شهدت 61 بالمئة من المخيمات تمزق وانقلاع الخيم نتيجة الرياح العاتية والأمطار، حيث برزت هذه المعاناة تحديداً بنسبة 100 بالمئة ضمن مخيمات منطقة أريحا بإدلب.

عانت 50 بالمئة من المخيمات من عدم وجود وسائل تدفئة مناسبة

 وعانت 50 بالمئة من المخيمات من عدم وجود وسائل تدفئة مناسبة، وعانت 50 بالمئة من المخيمات كذلك من تشكل مستنقعات المياه والوحل نتيجة سوء حالة الطرق والأرصفة، كذلك تعرضت 26 بالمئة من المخيمات لصعوبات نتيجة عدم قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول، نتيجة سوء حالة الطرق المؤدية إلى المخيم.

وأضاف مصطفى أن "هذه الدراسة أتت في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الإنساني من فجوة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية، وتتزايد كل شتاء في مخيمات شمال غرب سورية، التي تتكرر فيها حوادث غرق الخيم واقتلاع خيم أخرى بفعل الرياح، أو انجرافها بفعل السيول، إضافةً إلى حوادث احتراق الخيم، وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية بسبب وعورة الطرقات المؤدية إليها، عدا عن نتائجها الكارثية على المدنيين، كالوفيات والإصابة بالأمراض الشتوية بسبب البرد الشديد".

تطرق المصطفى في حديثه إلى أهم الاحتياجات الأساسية للمخيمات في المنطقة، وقال إن الاحتياج الأبرز، وفق الدارسة، كان لعوازل أرضية للخيام، حيث 86 بالمئة من المخيمات هناك تفتقر إلى هذه الخدمات، كذلك 76 بالمئة تحتاج لتمحيص الأرضيات و71 بالمئة من عدد المخيمات بحاجة لإعادة تأهيل الطرقات المؤدية إليها.

وكانت الحاجة ماسةً لتوفير مياه الشرب في 17 بالمئة من المخيمات، و47 بالمئة منها بحاجة لصرف صحي، والنسبة ذاتها بحاجة لتوافر دورات المياه، إضافة إلى الحاجة لأنظمة الصرف المطري في 75 بالمئة من العيّنة، ونسبة 81 بالمئة منها بحاجة لأنظمة الإنارة بالطاقة الشمسية، وفق مصطفى.
وأكد محمد العلو، من مخيم أطمة، أن الفترة الطويلة التي مكثها النازحون في المخيمات أدت إلى تراجع تدريجي في الخدمات المقدمة إلى المخيمات، فتحولت معظم الخيام إلى قماش ممزق، والطرقات المؤدية إلى المخيم إلى طرقات موحلة، مضيفاً: "حتى خدمات المياه والصرف الصحي تشهد تراجعاً وإهمالاً" .

واستعرضت الدراسة الخدمات التي نفذها متطوعو الخوذ البيضاء، والتي بلغت 28,375 عملية خدمية ضمن المخيمات النظامية والعشوائية في شمال غرب سورية خلال العامين الأخيرين، أي منذ تشرين الأول 2020 حتى أيلول 2022، تضمنت عمليات خدمية تتعلق بالبنى التحتية لهذه المخيمات.
 

المساهمون