ينقل تقرير نشره موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" عن استطلاع للرأي أجرته جامعة أريزونا الأميركية بالتعاون مع رابطة قيادة المجتمع الصيني – الأميركي، أن معظم العلماء من أصل صيني في الولايات المتحدة يعتقدون أنهم يخضعون لمراقبة مستمرة من الإدارة، رغم أن أبحاثهم وأساليب تدريسهم ونشاطاتهم العلمية تحظى بتقدير جميع زملائهم من أصول أخرى. ويحتم ذلك خشية الجامعات الأميركية من خسارة قاعدة أساسية من الطلاب والعاملين من أصول صينية، علماً أنّ حوالى ألف من العلماء الصينيين فرّوا من الولايات المتحدة خلال حملة القمع التي شنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على الصينيين، وتظهر بيانات المركز القومي لتبادل المعلومات الخاصة بالطلاب أن الالتحاق الدولي بالجامعات الأميركية انخفض بنسبة 8 في المائة في خريف العام الحالي.
وكشف الاستطلاع الذي شمل حوالى 2000 أكاديمي في 83 جامعة أميركية رائدة، أن العلماء من أصل صيني تعمدوا تجنب محاولة الحصول على تمويل فيدرالي خوفاً من جذبهم مزيداً من التدقيق، ورفض عروضهم. لكنه وجد أيضاً أن نحو ثلاثة أرباع أولئك المتحدرين من أصول غير صينية اتفقوا على أن الإدارة يجب أن تطبق إجراءات أكثر صرامة لمنع الصين من سرقة الملكية الفكرية.
وترى أستاذة دراسات السياسة التعليمية والممارسات في جامعة "أريزونا" جيني لي، أنّ "الاستطلاع يؤكد أن شريحة من المجتمع الأكاديمي الأميركي من أصل صيني وغير صيني باتت تختبر العالم وعملها في شكل مختلف بسبب العنصرية والقوالب النمطية وكراهية الأجانب وسياسات الإدارة".
ولا يتردد أكاديميون وخبراء في انتقاد استخدام الإدارة الأميركية "الملاحقات الجنائية لتحقيق أهداف سياسية". ويبدي رئيس جامعة ستانفورد، مارك تيسيير لافين، انزعاجه من أن "علماء وطلاباً صينيين وأميركيين من أصل صيني يشعرون بضغط متزايد وتدقيق في مساعيهم الأكاديمية بسبب سياسات واشنطن".
في المقابل، يربط محامي الدفاع عن السلطات بيتر زيدنبرغ، تعرض بعض العلماء من أصل صيني لاضطهاد واعتقال "بارتكابهم مخالفات في الأوراق تتجنب مؤسسات التعليم الاعتراف بها لتفادي اتهامها بالتقصير".
وشهدت حملة القمع اعتقال 16 عالماً أكاديمياً من أصول صينية اتُّهموا بعدم توفير الأوراق المطلوبة للكشف عن أنشطتهم مع شركاء أجانب، علماً أن مسؤولي الجامعات الأميركية يؤيدون الحاجة إلى الحماية من التجسس، لكنهم يشككون في بعض مزاعم الادعاء، لكون الأكاديميين يشاركون نتائج أبحاثهم، ويعتمدون كثيراً على التعاون الدولي لنشرها.