التوجيه الجامعي... ربط الدراسة بسوق العمل في الجزائر

عندما تنتهي فرحة الطلاب الجزائريين بشهادة البكالوريا (الثانوية)، تبدأ مرحلة التفكير في التخصّص الجامعي، والتخصصات الأنسب مقارنة بالقدرات العلمية والاستعداد الذاتي للطالب، فضلاً عن حسابات سوق العمل ومتطلباته بعد التخرج، وكلها معايير تضغط على الطلبة، وتدفع الخبراء إلى تنظيم لقاءات لمساعدة الطلبة على حسن الاختيار والتوجيه الصحيح.
يتعرف الطلبة الجامعيون الجدد في 6 أغسطس/ آب على التخصصات التي تم توجيههم إليها، حين تعلن الجامعات والمعاهد عن النتائج النهائية لقبول الطلبة الجدد، بعد انتهاء عملية تأكيد التسجيل عن بُعد التي استمرت أسبوعاً عبر الإنترنت لجميع الناجحين في البكالوريا، على المنصة الإلكترونية "اكتشف فرصتك للتوجيه"، وذلك بعد سلسلة من اللقاءات التي أقامتها تنظيمات طلابية وجمعيات أهلية وخبراء، قدّموا خلالها للطلبة فكرة واضحة عن التخصصات المطروحة.
حصلت الطالبة نسرين بن شريف على البكالوريا في تخصص الرياضيات، وتقول لـ"العربي الجديد": "استفدت من لقاء نظمته دار الشباب في محافظة تيبازة، كما تابعت على الإنترنت مداخلات قدمها الخبير سيف الدين عبدي، عن التخصصات الجامعية. كنا بحاجة إليها حتى نحسن اختيار التخصصات، ونفهم علاقتها بالدراسة ثم الشغل".
وسيكون على الطلبة الذين حصلوا على رغباتهم حسم خياراتهم ومباشرة التسجيلات النهائية، بينما تمنح فرصة للطلبة الذين لم يحصلوا على التوجيه نحو الرغبات العلمية التي طلبوا التسجيل فيها، لتقديم طعن في الفترة بين السابع والتاسع من أغسطس/آب الجاري، قبل أن تبدأ في الفترة الممتدة من 10 إلى 15 أغسطس، مرحلة التسجيل النهائي.
واعتمدت الوزارة رموز الاستجابة السريعة لتسهيل عملية الدخول إلى مختلف المعلومات التي يريدها الطالب، كما تشهد هذه السنة تجربة رقمنة كل مراحل التسجيل الجامعي، بما فيها دفع رسوم التسجيل، ليحصل الطالب بعدها على بطاقة تسجيل افتراضية عن طريق الهاتف المحمول.
وتكشف بيانات وزارة التعليم العالي أن أكثر من 95% من حاملي البكالوريا الجدد، ولجوا إلى المنصة الرقمية التي دشنتها الوزارة لإطلاعهم على فرص التكوين الجامعي، ومساعدتهم في الحصول على توجيه يناسب رغباتهم العلمية، وأتم أكثر من 316 ألف طالب من حاملي شهادة البكالوريا التسجيلات الجامعية الأولية.
وأكد وزير التعليم الجزائري، كمال بداري، خلال الندوة الوطنية للجامعات التي عقدت الأسبوع الماضي، أنه "سيتم إطلاق أفكار تتماشى مع جودة التعليم، واعتماد مراجع تعليمية تستجيب لمقتضيات العصر، وتعزيز مسار الانتقال من الجامعة الكلاسيكية إلى الجامعة الحديثة".

وأضيف إلى التخصصات القائمة 32 تخصصاً جامعياً جديداً تشمل الصناعة، والسياحة، والهندسة المعمارية، وعلوم المادة، وعلوم الطبيعة والحياة، إضافة إلى تخصصات تتعلق بعلوم وتكنولوجيا الاتصالات، والإعلام الآلي، وتطوير المواقع، والأمن السيبراني، وجرى افتتاح المدرسة الوطنية العليا للأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات الضخمة في الضاحية الغربية من العاصمة الجزائرية، وإضافة تخصصات تشمل تكنولوجيا تصنيع السيارات، وهندسة النسيج، فضلاً عن تخصصات جديدة في التقنيات الزراعية.
وفي قطاع الصحة العمومية، أضيف 16 تخصصاً جديداً، من بينها ممرضات التوليد، وترميم الأسنان، والتغذية العمومية، وتقويم البصر، وتقويم السمع، وتقويم الأعضاء الاصطناعية، والتقويم النفسي، وتخصص العلاج الطبيعي والفيزيائي، ومشغلي أجهزة التصوير الطبي، وهي تخصصات تدرس في المعاهد العليا، وتتطلب معدلات محددة للتسجيل.
وتقول الأستاذة بجامعة الجزائر، وهيبة حدو، لـ"العربي الجديد"، إن "تجديد لائحة التخصصات مرتبط أساساً بالحاجيات التي برزت في سوق الشغل، وبالقطاعات الحيوية التي تشهد ضغطاً كقطاع الصحة، والتخصصات الجديدة ستسمح بتأهيل المتخرجين من تلك المعاهد المتخصصة للحصول على وظائف في مؤسسات الصحة العمومية عبر مختلف مناطق الوطن، كما تأتي هذه الخطوة جزءاً من فتح آفاق التكوين للطلبة في تخصصات باتت ضرورية تماشياً مع تحولات المجتمع، وتأدية الخدمة العمومية".

طلاب وشباب

التحديثات الحية

جامعات الجزائر... خطة تكوين لوقف سيل "البطّالين الجُدد"

وأتاحت وزارة التعليم العالي للمرة الأولى الحصول على شهادة جامعية مزدوجة، إذ يمكن للطالب أن يتابع الدراسة في تخصصيين مختلفين، ويحصل على شهادتين، وللعام الثاني على التوالي، وضعت منصة سجل فيها أكثر من 400 ألف طالب، للتكوين عن بعد في اللغة الإنكليزية، ويتواصل التدريب عبرها حتى 25 سبتمبر/ أيلول المقبل.
وبلغت نسبة النجاح في امتحانات شهادة البكالوريا 58.28%، بارتفاع قدره 7.68% عن العام الماضي، ومن مجموع الناجحين، نال 2778 ناجحاً درجة ممتاز.