يحب معظم الأشخاص قضاء الوقت تحت أشعة الشمس، لما لها من فوائد جمة على الصحة والمزاج، لكن يمكن أن يؤدي قضاء ساعات طويلة إلى حصول أضرار مثل الإصابة بضربة الشمس، وفي حالات نادرة الإصابة بـ"التسمم الشمسي"، وهو حالة صحية تنذر بإمكانية الإصابة بسرطان الجلد.
يؤدي "التسمم الشمسي" إلى حروق شديدة نتيجة البقاء تحت أشعة الشمس لفترات طويلة من دون واقٍ للجلد، أو ترطيب، وتظهر أعراضه بعد ساعات قليلة من التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية، وتشمل التهاباً في الجلد، وبثوراً، وصداعاً، وغثياناً، وجفافاً، وحمى، وفي بعض الحالات يتطلب الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج، وإذا تُرك من دون علاج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطرة، بحسب موقع Healthline الطبي.
تُعرف الحالة أيضاً باسم "ثوران الضوء متعدد الأشكال"، ويمكن أن تصيب الأشخاص بأعراض مختلفة بناءً على حساسيتهم للشمس، إذ يرجح أن يصاب الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء بحروق الشمس أسرع من غيرهم.
وتؤكد أخصائية الأمراض الجلدية، شاري مارشباين، لصحيفة "ّذي ميرور" البريطانية، أنه "لا يوجد مرض اسمه (تسمم الشمس)، والمقصود بذلك هو إصابة الشخص بحروق بالغة الشدة يمكن أن تكون مصحوبة في كثير من الأحيان بأعراض مثل القشعريرة"، لكن على الرغم من ذلك فإن التسمية شائعة بشكل كبير.
يشير موقع The health الطبي، إلى أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من التسمم الشمسي، يُعرف الأول باسم "تفاعلات الحساسية الضوئية"، والثاني يُعرف بـ"التفاعلات السامة الضوئية"، والثالث هو التسمم الشمسي بسبب التعرض لأشعة الشمس من دون وجود أي مسببات كالأدوية.
وتحدث تفاعلات الحساسية الضوئية نتيجة تناول بعض الأدوية التي تجعل البشرة حساسة للأشعة فوق البنفسجية، أو تثير رد فعل مناعياً، ومن بينها أدوية موضعية مثل "أيزوتريتنون" المستخدم لعلاج حب الشباب، وأدوية تؤخذ عن طريق الفم، مثل موانع الحمل الهرمونية.
في حين تحدث التفاعلات السامة الضوئية نتيجة الآثار الجانبية لبعض الأدوية من دون التعرض لأشعة الشمس، وتعد أدوية مثل "رتينويدات" من بين العقاقير التي تزيد خطر التسمم الشمسي حتى دون التعرض للشمس، إذ يشكل الجلد نوعاً من الطفح يشبه حروق الشمس.
ويمكن أن يصاب الشخص بحروق في غضون 15 دقيقة فقط من التعرض للشمس، لكن قد لا يعرف ذلك على الفور، إذ لا تظهر بعض العوارض فوراً، لكنها تبدأ في الظهور بعد فترة. يشير موقع WebMD الطبي، إلى مجموعة من العوارض، من ضمنها احمرار الجلد، وظهور تقرحات، والشعور بألم أو وخز في عدد من المناطق، مثل الظهر، أو القدمين، بالإضافة إلى التورم، والصداع، والحمى، والقشعريرة، وقد ترافق ذلك حالات من الغثيان.
وحذر مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة من أن الإصابة بحروق الشمس مرة واحدة كل عامين يمكنه أن يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد بمقدار ثلاثة أضعاف تقريباً، وينصح المتخصصون الأشخاص الذين يكتشفون أعراض التسمم بأشعة الشمس، باستشارة الطبيب على الفور، إذ يمكنه وصف علاج لمنع المضاعفات.
ووفق موقع Healthline، هناك فئات من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتسمم الشمسي، وتشمل أصحاب البشرة البيضاء الحساسة، ومن لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الجلد، ومن يتناولون المضادات الحيوية، أو حبوب منع الحمل، ومن يكررون وضع أنواع من الزيوت على البشرة قبل التعرض للشمس، ومن يستخدمون أحماض ألفا هيدروكسي للتقشير الكيميائي، إضافة إلى الأشخاص الذين يعيشون في منطقة قريبة من خط الاستواء، ومن ينخرطون في أنشطة منتظمة على الجليد خلال فصل الشتاء، إذ تنعكس الشمس على الثلج أيضاً.
وعادة ما يتم وصف أدوية لعلاج الجفاف، وتلف الجلد، كما يتم علاج الحروق من خلال كمادات مائية باردة، وينصح بتناول الكثير من السوائل لتعويض الرطوبة المفقودة من الجلد شديد الجفاف، كما يمكن أن يساعد وضع بعض الدهانات المرطبة على البشرة في معالجة الحروق.
وفي الحالات الشديدة يتم استخدام مضادات الالتهاب، مثل "إيبوبروفين" لتخفيف الأعراض، أما في حال كانت الآلام قوية، أو تظهر بقع حمراء نافرة على الجلد، فإن ذلك يتطلب الدخول إلى المستشفى خشية أن يكون التسمم قد وصل إلى الدم، ومن خلال الرعاية الصحية في المراكز الطبية، يتم وضع بعض السوائل الوريدية للتعامل مع الجفاف، وكريمات الستيرويد لعلاج حروق الشمس المؤلمة، ويتم وصف مسكنات الألم والمضادات الحيوية الموضعية للوقاية من العدوى.
ويعد العلاج أساسياً للتعافي، لأن ترك الحروق من دون علاج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل حصول جفاف في البشرة، وحتى إمكانية انتقال العدوى.