التدخين يتسبب في أكثر من 12 ألف وفاة بالمغرب

31 مايو 2022
يستهلك المغاربة المدخنون سنوياً ما يناهز 15 مليار سيجارة (Getty)
+ الخط -

تسبّب تدخين السجائر في أكثر من 12 ألف حالة وفاة مبكرة في المغرب، وخسائر اقتصادية تفوق 5 مليارات درهم ( 505 ملايين دولار) سنوياً، وفق نتائج تقييم أنجزته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حول الأثر الوبائي والاقتصادي للتدخين بالمغرب لسنة 2021.

وكشفت وزارة الصحة المغربية، اليوم الثلاثاء، أن التبغ سنة 2019 يعتبر مسؤولاً عن 74 ألف حالة من أمراض القلب والشرايين ببلادنا، و4227 حالة جديدة سنوياً من سرطان الرئة. في حين بلغ عدد الوفيات المنسوبة إلى التبغ 12800 حالة وفاة مبكرة.

وبلغت التكلفة الاقتصادية السنوية للتبغ في المغرب، ما يفوق 5 مليارات درهم، وتمثل 8.5 بالمائة من إجمالي النفقات الصحية، و0.45 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي؛ وهي مقسمة بين التكلفة الطبية المباشرة (60.9 بالمائة) وتكلفة الوفيات (33.0 بالمائة) وفقدان الإنتاجية المرتبط بالمرض (6.1 بالمائة).

إلى ذلك، دقّت الوزارة ناقوس الخطر بشأن انتشار التدخين بين المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، إذ بلغت نسبته 6 في المائة، مؤكدة أن حوالي 35.6 بالمائة من السكان يتعرضون للتدخين السلبي في الأماكن العمومية والمهنية.

بالمقابل، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن معدل انتشار التدخين بين البالغين 18 سنة فما فوق في المغرب يبلغ 13.4 في المائة، فيما ترتفع النسبة لدى الرجال إلى 26.9 في المائة، وتنخفض إلى 0.4 في المائة لدى النساء.

وكان مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي) قد وافق في عام 1991 على قانون رقم 15.91 يتعلق بمنع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ في بعض الأماكن، وينص على غرامات تتراوح بين 10 و50 درهماً، لكل شخص يدخن السجائر في أماكن يمنع فيها التدخين.

لكن، رغم أن وجود هذا القانون يتجاوز 30 عاماً، ورغم المحاولات العديدة لتفعيله، إلا أن نتيجة مختلف المحاولات باءت بالفشل.

ويستهلك المغاربة المدخنون سنوياً ما يناهز 15 مليار سيجارة؛ أي بمعدل تقريبي يوازي 680 سيجارة سنوياً للفرد الواحد، وفي رقم آخر، الذكور يدخنون 16 سيجارة يومياً، فيما تدخن الإناث 8 سجائر لليوم الواحد، وفق أرقام سابقة أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية.

وكان المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة استشارية مستقلة يتمثل دورها في إجراء دراسات ومقترحات إلى الحكومة المغربية ومجلسي البرلمان)، قد أوصى في رأي له حول السلوكات الإدمانية صدر في إبريل/ نيسان الماضي، بإحداث صندوق لمساعدة ضحايا التدخين يموّل بما لا يقل عن 10 في المائة (1 مليار درهم) من المداخيل السنوية المحصلة من الضرائب المفروضة على التبغ.

يذكر أنه في 31 مايو/ أيار من كل عام، تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في كل مكان باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه.

ويعد تعاطي التبغ أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي، علماً بأنه يؤدي حالياً إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم.

 

المساهمون