يفتك البرد بالنازحين في الشمال السوري جرّاء استمرار هطول الأمطار، خاصّة أنّ المخيمات عشوائية ومواد التدفئة ضعيفة أو منعدمة، بالإضافة إلى فقدان العوازل والمساعدات الإنسانية التي تخفف من وطأة فصل الشتاء وصعوباته.
عدنان سليمان مدير مخيم آدم الواقع في منطقة خربة الجوز غرب محافظة إدلب، أوضح خلال حديث لـ"العربي الجديد" أن وضع المخيم مأساوي، في ظل غياب أي مساعدات إنسانية للنازحين، حتى ربطة الخبز التي تعدّ مادة أساسية هناك تخفيض في كمياتها، الوضعية بصفة عامة يرثى له".
الشمال السوري: البرد قاس والمخيمات لا تحمي
وأضاف "البرد قاس مع استمرار هطول المطر إلى اليوم الجمعة والمنخفضات الجوية في المنطقة، أغلب المخيمات في المنطقة قديمة، والأهالي بحاجة ماسة للشوادر بسبب اهتراء القديمة، كما أن مدخرات الوقود استهلكت لدى معظم النازحين"، واستدرك المتحدث "ورغم أن وضع مخيمنا أفضل من باقي المخيمات المحيطة، كون الخيام من جدران، لكن الأسقف من شادر بلاستيكي وبحاجة للاستبدال أيضاً".
ولفت إلى أنه مع انخفاض درجات الحرارة فإن وضع النازحين صعب، كون الحطب هو المادة الوحيدة التي يمكن أن توفر الدفء للأهالي، لكن سعره مرتفع جد وهو قليل وليس لديهم القدرة على شراء مواد التدفئة، حتى الوقت الحالي المنظمات الإنسانية لم توزع أي مواد للتدفئة، ومنها منظمة "أكتد" التي كانت توزع مساعدات كل عام.
بدوره أوضح الناشط الإعلامي خضر العبيد لـ"العربي الجديد" أن هطول المطر تجدد بعد منتصف الليل، وكان غزيراً، مما نجم عنه تضرر الكثير من المخيمات في ريف إدلب الشمالي، منها مخيم الأمل وحلبلبيه وكفر لوسين ودير حسان، كما قطعت طرق في محيط سرمد بسبب التساقطات.
وأضاف العبيد: "قسم كبير من النازحين في المخيمات لم يحصلوا على مواد تدفئة، الأهالي بدأوا باستهلاك القش والبلاستيك الذي جمعوه خلال فصل الصيف، وفي حال بقي الطقس هكذا قد ينهي الأهالي كل ما جمعوه في فصل الصيف خلال مدّة لا تتعدى 20 يوماً"، مشيراً إلى أن الوضع أسوأ في مخيمات الساحل وغرب إدلب كون كميات الأمطار غزيرة والأضرار أكبر بكثير، نتيجة استمرار المطر منذ أكثر من 24 ساعة".
مريم الشحود التي تقيم مع عائلتها في مخيمات تل الكرامة شمال إدلب تقول لـ"العربي الجديد" إن احتياجات العائلة تتمحور حول مواد التدفئة للوقاية من البرد وتوفير الخيام الجديدة بدل القديمة التي لا تمنع الأمطار"، وتضيف "يعتمد معظم النازحين بشكل أساسي على مادة الفحم الأرخص نسبياً بين جميع أنواع المواد الأخرى، لكنه كثير الدخان والروائح المضرة، ومع ذلك يفي بالغرض في مواجهة البرد"، وأضافت أنها لم تحصل مع عائلتها المؤلفة من ستة أفراد على أي دعم مع بداية موسم الشتاء.
ومن خلال مراقبة حالة المخيمات، أوضح فريق "منسقو استجابة سورية" في تقرير صدر عنه اليوم الجمعة أن نسبة الاستجابة في قطاع المأوى لم تتجاوز 39 بالمائة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، مشيراً إلى أنّ عدد العائلات التي تعتمد على المساعدات الإنسانية فقط بلغ 85.5 بالمائة بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، مع زيادة نسبة الاحتياجات الإنسانية في مختلف القطاعات بمقدار 11.7 بالمائة عن الشهر السابق، قوبلت أيضاً بنقص الاستجابة الإنسانية بنسبة 9.8 بالمائة.