البرازيل: حالة طوارئ في أكبر محمية للسكان الأصليين بسبب سوء التغذية

23 يناير 2023
أطفال من السكان الأصليين في إقليم يانومامي (أندريسا أنهوليت/ Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة الصحة البرازيلية حالة الطوارئ الطبية في إقليم يانومامي، أكبر محمية للسكان الأصليين في البلاد على الحدود مع فنزويلا، بعد تقارير عن وفاة أطفال بسبب سوء التغذية وأمراض أخرى ناجمة عن تعدين الذهب غير القانوني.

وأفاد مرسوم نشرته الحكومة المقبلة للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بأن الهدف من الإعلان هو إعادة الخدمات الصحية لشعب اليانومامي، التي جمدها سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو. وذكرت منصة سوماوما الإخبارية أنه خلال أربع سنوات من رئاسة بولسونارو، توفي 570 طفلاً من أطفال يانومامي بسبب أمراض قابلة للشفاء، ولا سيما سوء التغذية، بالإضافة إلى الملاريا والإسهال والتشوهات الناجمة عن الزئبق الذي يستخدمه عمال مناجم الذهب الذين يعملون بشكل غير قانوني.

وأعلنت الحكومة إرسال حزم غذائية جواً إلى المحمية التي يعيش فيها نحو 26 ألف يانومامي في منطقة من الغابات المطيرة والسافانا الاستوائية تعادل مساحة البرتغال.

وبحسب تقرير أعدته الأمم المتحدة في أغسطس/ آب 2022، احتلّت قبيلة اليانومامي لقرون طويلة مساحة شاسعة من الغابات البكر والأنهار المتعرجة الكبيرة على الحدود بين البرازيل وفنزويلا، وهي تعيش من صيد الأسماك والحيوانات وجمع الفاكهة. إلا أنها تخوض معركة  من أجل البقاء.

يُشار إلى أن قبيلة اليانومامي، التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 29000 شخص، معرضة لخطر جسيم بفقدان أراضيها وثقافتها وطريقة عيشها التقليدية. فشهوة الذهب والمعادن الثمينة الأخرى التي تقع تحت أراضي أجدادها جذبت في السنوات الأخيرة موجة من المنقبين غير القانونيين الذين قطعوا الغابات وسمموا الأنهار وجلبوا الأمراض الفتاكة إلى القبيلة.

ويدمّر التعدين غير الشرعي بيئة الأمازون التي تحمل قيمة روحية كبيرة للشعوب الأصلية وتشكّل مصدر رزقهم التقليدي، انطلاقاً من الغذاء وصولاً إلى الأدوية، بحسب الأمم المتحدة. ويتم تدمير الأشجار والموائل، كما يتسرّب الزئبق المستَخدَم لفصل الذهب عن الحصى إلى الأنهار، ما يؤدي إلى تسميم المياه والسلسلة الغذائية المحلية. وأكّد ناشطون محليون أن التسمم بالزئبق قد يضر بالأعضاء ويسبب مشاكل في النمو لدى الأطفال.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون