دعا البابا فرنسيس الأول، اليوم الأحد، إلى وقف اتّجار المهرّبين بالبشر الذين ينشطون في البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد أسبوع واحد على غرق مركب هجرة غير نظامية قبالة سواحل إيطاليا أودى بحياة 70 شخصاً تقريباً، في حين أنّ البحث عن مهاجرين مفقودين ما زال جارياً.
وقال البابا في أعقاب صلاة الأحد التقليدية: "أعيد تجديد مناشدتي (المعنيين) منع هذه المآسي من الوقوع مجدداً". وعبّر عن أمله بـ"إيقاف المتّجرين بالبشر، ليُمنَعوا من التصرّف بعد الآن بحياة أبرياء كثيرين". وتمنّى "ألا تتحوّل رحلات الأمل تلك أبداً إلى رحلات موت، وألا تتلطخ مياه البحر الأبيض المتوسّط الصافية بالدماء بسبب هذه الحوادث المأسوية".
ووقف البابا فرنسيس، الذي بدا عليه التأثّر بوضوح، صامتاً لبضع ثوانٍ أمام الحشد في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وقال: "أصلّي من أجل هذا العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا في غرق المركب، ولأسرهم، وللذين نجوا".
وكان عشرات المهاجرين غير النظاميين، من بينهم 15 قاصراً، قد لقوا مصرعهم بعدما انشقّ مركبهم، الذي كان يحمل على متنه نحو 250 مهاجراً، قبالة سواحل مدينة كروتونيه في منطقة كالابريا جنوبي إيطاليا. وهؤلاء المهاجرون الذين انطلقوا من تركيا أتوا من دول عدّة، من بينها أفغانستان وباكستان وإيران والصومال وسورية.
وتُعَدّ هذه الحادثة، التي وقعت يوم الأحد الماضي في 26 فبراير/ شباط 2023، مأساة هجرة جديدة تُضاف إلى مآسٍ أخرى تُسجَّل في البحر الأبيض المتوسّط، أكثر طرقات المهاجرين خطورة.
وأفادت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء بأنّ السلطات الإيطالية المختصّة اعتقلت ثلاثة أشخاص متورّطين في رحلة الهجرة غير النظامية هذه، يُشتبه في أنّهم مهرّبون تقاضوا ما بين خمسة آلاف يورو وثمانية آلاف (ما بين 5,325 و8,520 دولاراً أميركياً) من كلّ مهاجر.
وفي الإطار نفسه، بدأ مسؤولو الادعاء تحقيقاً في الأسلوب الذي استجابت به خدمات الطوارئ للكارثة، وذلك بعدما تلّقت السلطات اتّهامات من ذوي الضحايا تشير إلى تقاعس عن نجدة هؤلاء.
من جهتها، أشادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بتصريحات البابا فرنسيس، قائلة في منشور على موقعَي "فيسبوك" و"تويتر" إنّ الحكومة "تواصل نشر كلّ القوات اللازمة لمواجهة المتّجرين بالبشر ووقف الموت في البحر". وكانت ميلوني قد دعت زعماء الاتحاد الأوروبي، قبل أيام، إلى بذل مزيد من الجهود لوقف الهجرة غير النظامية.
(فرانس برس، رويترز)