البابا فرنسيس يختتم زيارة إلى اليونان تمحورت حول المهاجرين: "لنوقف غرق الحضارة"

06 ديسمبر 2021
البابا فرنسيس: البحر المتوسط أصبح مقبرة باردة من دون الحجارة التذكارية على القبور (Getty)
+ الخط -

يُغادر البابا فرنسيس اليونان، الاثنين، في ختام زيارة تاريخية استمرت ثلاثة أيام، وخاصة لجزيرة ليسبوس، اتسمت بدعواته لتحسين اندماج المهاجرين في أوروبا، وهي قضية لطالما حمل لواءها.

ومن المقرر أن يُغادر البابا أثينا عائداً إلى روما قبيل ظهر الاثنين، بعد لقاء أخير مع شباب في مدرسة كاثوليكية.

وصل البابا فرنسيس إلى اليونان السبت بعد زيارته إلى قبرص، وزار الأحد مخيم مافروفوني للمهاجرين في جزيرة ليسبوس، حيث دعا إلى وضع حدّ "لغرق الحضارة". ثم توجه إلى أثينا لإحياء قداس حضره حوالي ألفي مصل، ودعا خلاله إلى التحلّي "بالتواضع".

وعندما كانت جزيرة ليسبوس نقطة الدخول الرئيسية لعشرات آلاف المهاجرين إلى أوروبا، زار الحبر الأعظم مخيم موريا في إبريل/نيسان 2016، وأحدث مفاجأة آنذاك عندما اصطحب معه 12 لاجئاً سورياً.

كانت زيارة البابا مخيم مافروفوني أقصر من زيارته في العام 2016، لكن مع ذلك قوبل بترحيب حار من قبل حشد من المهاجرين المتجمعين خلف حواجز أقيمت بين الحاويات في المخيم، الذي يضمّ نحو 2200 طالب لجوء يعيشون في ظروف صعبة.

وأُقيم مخيم مافروفوني على عجل في ظل رياح عاتية منذ عام في ميدان رماية سابق للجيش في الجزيرة الواقعة في بحر إيجه، بعدما دُمّر مخيم موريا الذي كان الأكبر في أوروبا آنذاك بسبب حريق هائل.

وقال الحبر الأعظم، في اليوم الثاني من زيارته إلى اليونان، إنّ البحر المتوسط "أصبح مقبرة باردة من دون الحجارة التذكارية على القبور... من فضلكم، لنوقف غرق الحضارة هذا".

وحيّا الحبر الأعظم طويلاً العائلات الحاضرة وبين أفرادها الكثير من الأطفال، وباركها وسط هتافات "أهلاً وسهلاً بك!" و"نحبّك" و"شكراً".

ثم دخل خيمة حيث استمع بتأثر واضح إلى ترانيم جوقة من المهاجرين، قبل أن يقول "هذا الحوض الكبير من المياه كان مهداً للعديد من الحضارات، ويبدو الآن مرآة للموت"، ذاكراً "صور أجسادهم الصغيرة الممددة بلا حياة على الشواطئ".

وحضر نحو أربعين طالب لجوء، معظمهم من الكاثوليك من الكاميرون والكونغو الديمقراطية، صلاة التبشير الملائكي التي أقامها البابا.

وقالت الكونغولية روزيت ليو لوكالة "فرانس برس"، قبل وصول البابا، إن "قدومه بركة. البابا هو زعيمنا الروحي ويمكنه التأثير على الناس لينظروا إلى اللاجئين بشكل مختلف".

وقالت الكونغولية أنجيل، وهي طالبة لجوء تعتمر قلنسوة وتضع وشاحاً من الصوف، "نعاني هنا، الجوّ بارد، ليست هناك تدفئة"، آملةً الحصول على "دعم" البابا.

وقالت السورية منال البلال بعد مغادرة البابا "لم نعد نريد كلمات، نريد مساعدة لأنّ الظروف هنا سيئة". ومنال أم لطفل في شهره الثاني تم رفض طلب لجوئها وتخشى ترحيلها إلى تركيا.

وتشكل قضية اللاجئين هذه المرة أيضاً محور رحلة البابا الـ35 إلى اليونان، وقبل ذلك إلى قبرص التي سيتم نقل خمسين مهاجراً منها إلى روما.

لم يكفّ البابا، الذي يُدعى خورخي بيرغوليو ويتحدّر هو نفسه من عائلة مهاجرَين إيطاليَين استقرا في الأرجنتين، عن الدعوة إلى استقبال آلاف "الإخوة والأخوات" من دون أي تمييز بينهم على أساس الدين أو بناء على وضع اللجوء.

(فرانس برس)

المساهمون