الاحتلال يقتل 101 من موظفي "أونروا" في غزة

10 نوفمبر 2023
عاملو الإغاثة في "أونروا" هم من أهل قطاع غزة ونسيجه (محمود الهمص/ فرانس برس)
+ الخط -

في اليوم الخامس والثلاثين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سقوط 101 من موظّفيها.

ولفتت مديرة الاتصالات في "أونروا" جولييت توما إلى أنّ ما حدث لهؤلاء يمثّل ما يحدث لسكان غزة. أضافت: "هم يعملون لمصلحة الأمم المتحدة... لم يكن ينبغي أن يُقتَلوا، لا هم ولا أيّ مدنيّ آخر في قطاع غزة... على الإطلاق".

ونشرت وكالة أونروا تدوينة على منصّة "إكس"، عبّرت فيها عن الفاجعة التي ألمّت بها نتيجة سقوط "101 زميل" في قطاع غزة، منذ بداية الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

أضافت الوكالة في تدوينتها أنّ هؤلاء كانوا "أمّهات وآباء ومعلّمين وممرّضين وأطبّاء وحرّاساً وعمّال لوجستيّين وموظفي دعم، وجميعهم في خدمة مجتمعهم".

وكان المفوّض العام للوكالة فيليب لازاريني قد نشر، في وقت سابق، تدوينة على المنصّة نفسها، أفاد فيها بأنّ عدد موظّفي "أونروا" الذي قُتلوا تخطّى المائة. وشدّد لازاريني في التدوينة نفسها، من جديد، على أنّ "إنهاء هذه المأساة يتطلّب وقفاً إنسانياً لإطلاق النار فوراً". 

بدورها، عبّرت منظمة العالمية عن حزنها إزاء مقتل موظّفي وكالة أونروا. وكتب المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في تدوينة نشرها على منصّة "إكس": "مجدداً، نشعر بألم لا يوصف لفقدان زملائنا في غزة".

أضاف غيبريسوس: "نحن ممتنّون لالتزامهم (موظفو أونروا الضحايا) وشجاعتهم وخدماتهم"، مؤكداً أنّ "عائلات هؤلاء وكلّ فريق أونروا في فكرنا".

يُذكر أنّ الحرب المستمرّة على غزة توصَف بأنّها أكثر الصراعات دموية على الإطلاق بالنسبة إلى الأمم المتحدة والعاملين فيها، في مثل هذه المدّة القصيرة.

وفي تدوينة أخرى، في الإطار نفسه، كتب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث على منصّة "إكس": "انفطر قلبي إزاء هذا الخبر المأساوي جداً".

وشدّد غريفيث على أنّ "هؤلاء الزملاء كانوا شعلات أمل وإنسانية"، مضيفاً أنّ "أفكارنا مع عائلاتهم وجميع زملائنا الشجعان في أونروا".

وتكريماً لموظفي الأمم المتحدة الذين قضوا في قطاع غزة، دعا أمينها العام أنطونيو غوتيريس إلى الوقوف دقيقة صمت في كلّ مراكزها حول العالم، وذلك يوم الاثنين المقبل عند الساعة التاسعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي لكلّ دولة، بحسب ما أعلن المتحدث باسم المنظمة في جنيف رولاندو غوميز. أضاف غوميز في مؤتمر صحافي أنّ الأعلام سوف تُنكَّس في كلّ مقار الأمم المتحدة.

يُذكر أنّ العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة المحاصر وأهله، يستمرّ منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقد أدّى إلى سقوط أكثر من 11 ألفاً و78 شهيداً فلسطينياً، من بينهم 4506 أطفال، فيما أُصيب 27 ألفاً و490 آخرون بجروح، بحسب البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة اليوم الجمعة. إلى جانب ذلك، تلقّت وزارة الصحة في غزة 2700 بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض، من بينهم 1500 طفل.

وبينما تُعَدّ حصيلة 101 موظّف تابع للأمم المتحدة الأولى في تاريخ المنظمة الأممية في ما يخصّ عدد ضحاياها في نزاع مسلّح، سجّلت نيجيريا ثاني أكبر حصيلة للقتلى في صفوف عمّال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، وذلك في عام 2011 عندما هاجم انتحاري مكتباً تابعاً للمنظمة في أبوجا في خلال تمرّد متشدّدين إسلاميين. وقد أدّى الأمر إلى مقتل 46 شخصاً.

أمّا الصراع في جنوب السودان، فأدّى إلى مقتل 33 من موظفي الأمم المتحدة. وقد لقي 33 آخرون حتفهم في أفغانستان في عام 2009، في خلال الصراع ما بين القوات الأميركية وحركة طالبان.

(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)

المساهمون