أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، عن الأسير محمد عوني عبيد من قرية عنزة جنوبي جنين شمالي الضفة الغربية، من سجن النقب بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، في وضع نفسي صعب، إذ لم يتمكن من التعرف على عائلته، ليتم نقله إلى مستشفى عالية الحكومي.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر، لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال أفرجت عن الأسير عبيد بعد 18 شهرا من الاعتقال، وتركته في أقصى جنوب الخليل جنوب الضفة، وبعدها نقل لمستشفى عالية الحكومي بمدينة الخليل، نظرا لصعوبة حالته النفسية والصحية، وتبينت هويته بعد ذلك، وأبلغت عائلته، التي جاءت للمستشفى، لكن الصدمة بأن محمد لم يتعرف على أحد، حتى عائلته".
وأكد أبو بكر أن ما جرى مع الأسير عبيد يبين أنه تعرض للعزل والتعذيب ولمعاملة سيئة خلال اعتقاله، ما أفقده القدرة على التذكر، وجعله بوضع صحي ونفسي صعب جدا، كما أن ذلك يعكس الواقع الصعب الذي يعيشه الأسرى.
وأشار أبو بكر إلى أن هيئة الأسرى عبر المحامين سوف تتابع ما جرى مع الأسير محمد عبيد، للوصول إلى الحقيقة، وحمّل، في تصريح صحافي، حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير عبيد، والذي تم الإفراج عنه وإلقاؤه على ما يسمى حاجز السبع بحالة صحية صعبة ومؤلمة.
ووفق أبو بكر، فإن الأسير عبيد معتقل منذ أكثر من عام ونصف، وتعرض خلال هذه الفترة لاعتداءات جسدية ونفسية، أدت إلى فقدانه الذاكرة، لدرجة أنه أصبح غير قادر على القيام بأموره اليومية، كما أنه لم يتمكن من التعرف على شقيقه وذويه، الذين وصلوا إلى مستشفى عالية الحكومي في الخليل، بعد نشر صورته المؤلمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال أبو بكر: "إن الشكل الخارجي للأسير عبيد، والصدمة الظاهرة على ملامحه، تعكس مدى وحشية هذا الاحتلال، الذي يتلذذ ويتفنن في الانتقام من أسرانا الأبطال، وأصبح النيل من حياتهم ومعنوياتهم هدفا حقيقيا للسجانين وعشاق العنصرية والحقد لدى منظومة الاحتلال المتصهينة".
وطالب أبو بكر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، بالتوجه الفوري إلى مستشفى عالية في الخليل وتوثيق هذه الجريمة المخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
من جانبه، حمل نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الوضع الصحي الذي وصل له الأسير، عقب الإفراج عنه مساء اليوم الأحد، بعد 18 شهرا من الاعتقال، حيث كان يقبع في سجن "النقب الصحراوي".
ونقل نادي الأسير عن عائلة الأسير عبيد أنّ نجلها لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية قبل الاعتقال، وتفاجأت بالحال الذي خرج به من الأسر، حيث جرى نقله فور الإفراج عنه إلى مستشفى عالية الحكومي.
يذكر أن الأسير عبيد معتقل منذ شهر فبراير/ شباط 2021، ومحكوم بالسّجن 18 شهرا، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.