الاحتلال يعاقب أطفال غزة المرضى بمنعهم من السفر للعلاج

01 اغسطس 2022
منع أطفال غزة من السفر للعلاج يتكرر (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

تنتظر سماح أبو عمشة، والدة الفتاة انشراح المدني (16 سنة) الحصول على موافقة إسرائيلية لاستكمال علاج ابنتها من مرض السرطان الذي أصيبت به عام 2014، في أي من مستشفيات الأراضي المحتلة، أو في الضفة الغربية.

وفي حين تعاني المدني من ورم صلب في الرأس والعين، يمنعها الاحتلال من العلاج عبر منع مرورها من معبر بيت حانون/ إيرز، ما تسبب في انتشار المرض بصورة أكبر في جسدها.

وتقول والدة المدني، لـ"العربي الجديد"، إن حالة ابنتها وصلت إلى مرحلة متدهورة تسببت في فقدان عينها نتيجة انتشار الورم الصلب، وغياب العلاج، والحاجة إلى مبلغ 50 ألف دولار أميركي لتوفير العلاج، مطالبة بتدخل رسمي وأهلي لإنقاذ حياة ابنتها المصابة بالورم منذ 8 سنوات، في ضوء المماطلة الإسرائيلية المتواصلة في منحها موافقة للعلاج خارج قطاع غزة.

وتعتبر المدني واحدة من عشرات القاصرين الذين يماطل الاحتلال في السماح لهم بالعلاج داخل الأراضي المحتلة، أو في مستشفيات الضفة الغربية، سواء عبر المماطلة في إصدار التصاريح أو الرفض الأمني.

وحسب جمعية "أطباء لحقوق الإنسان"، فإن سنة 2021 شهدت تضاعف رفض سلطات الاحتلال لطلبات القصّر من قطاع غزة الخضوع لعلاج طبي في مستشفيات القدس أو الضفة الغربية، أو الأردن، إذ تم خلال 2020 رفض 17 في المائة من طلبات القاصرين للخروج من قطاع غزة لتلقي الرعاية الطبية (347 من أصل 2070 طلبا)، وفي 2021، قفزت نسبة الرفض إلى 32 في المائة. وهكذا، فقد رفضت 812 طلبا من أصل 2578 تم تقديمها باسم قاصرين.

تنتظر الفلسطينية انشراح المدني موافقة الاحتلال للعلاج (عبد الحكيم أبو رياش)
تنتظر الفلسطينية انشراح المدني موافقة الاحتلال للعلاج (عبد الحكيم أبو رياش)

حالة الطفلة أصيل حجازي لم تكن أفضل كثيرا، إذ تعاني منذ ولادتها من مرض في القلب، إلى جانب بعض التشوهات الأخرى التي تتطلب عمليات جراحية دقيقة غير متوفرة داخل قطاع غزة.

يقول والدها حسن حجازي لـ"العربي الجديد"، إن ابنته البالغة من العمر عاماً و4 أشهر، بحاجة إلى عملية قلب مفتوح، إذ يتواجد قلبها في الجهة اليمنى، فيما الكبد على اليسار، إلى جانب أن الأوردة ليست في مكانها الصحيح.

وتعاني الطفلة حجازي من نقص أوكسجين دائم، وتحتاج إلى حليب علاجي خاص يتوافق مع حالتها الصحية نتيجة الحساسية من حليب الأطفال التقليدي، وخضعت قبل أكثر من عام لعملية ربط شرايين داخل الأراضي المحتلة، على أن تعود بعد أشهر للمراجعة، وهو ما لم يحدث نتيجة المماطلة الإسرائيلية، في حين لا تسمح حالتها الصحية بالانتظار كثيراً.

ويعاني القطاع الصحي في غزة من جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل للعام الخامس عشر على التوالي، من نقصٍ حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية يصل إلى أكثر من 50 في المائة، عدا عن صعوبة إجراء الكثير من العمليات التخصصية والدقيقة.

في الأثناء، يؤكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن الاحتلال يمارس العنصرية تجاه مرضى القطاع كجزء من سياسته الرامية لتقويض المنظومة لصحية عبر منع الوفود الطبية، وعرقلة إدخال المستهلكات والأدوية.

وأضاف القدرة لـ"العربي الجديد"، أن "السياسات الإسرائيلية أدت إلى تفاقم الوضع الصحي لنحو 32 في المائة من المرضى القاصرين الممنوعين من العلاج في مستشفيات الداخل، وقرابة 36 في المائة من المرضى كبار السن الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة".

ويطالب الناطق باسم وزارة الصحة في غزة المؤسسات الدولية والحقوقية بالضغط على الاحتلال للسماح بنقل هذه الحالات المرضية إلى المستشفيات التخصصية، ووقف سياسة الموت البطيء.

المساهمون