الاحتلال يرفض الإفراج المبكر عن الأسير فؤاد الشوبكي أكبر الأسرى الفلسطينيين سنّاً في سجونه

05 يوليو 2022
الأسير فؤاد الشوبكي أكبر الأسرى الفلسطينيين سنّاً في سجون الاحتلال (تويتر)
+ الخط -

قال نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، إنّ اللجنة الخاصة بالنظر في طلب الإفراج المبكر، المسماة أيضاً "ثلثي المدة" أو "بشليش"، رفضت الإفراج عن الأسير فؤاد الشوبكي (83 عاماً)، وهو أكبر الأسرى سنّاً في سجون الاحتلال ومن الحالات المرضية الصعبة، وقد تبقى لموعد الإفراج عنه ثمانية أشهر. وتعقيباً على القرار، قال نادي الأسير، في بيان صحافي: "إنّ هذا القرار لم يكن مفاجئاً بالنسبة لنا، فعلى مدار سنوات طويلة رفضت سلطات الاحتلال الإفراج المبكر عن أسرى مرضى وكبار في السّن بعد انقضاء ثلثي مدة حكمهم، رغم أن القانون الإسرائيلي يتيح ذلك، ورغم أن هناك توجيهات داخلية لدى الاحتلال بتوسيع دائرة الإفراج، لأسباب تتعلق بالاكتظاظ داخل السجون، وقد طُبق ذلك بحقّ السّجناء اليهود والمدنيين، وتم استثناء الأسرى الفلسطينيين السياسيين".  

وأكّد النادي أنّ هذا القرار يعكس فعلياً التطرف الحاصل لدى الجهاز القضائي للاحتلال وما تنبثق عنه من لجان خاصة في القرارات الخاصة بقضايا الأسرى، فحالة الأسير الشوبكي ورغم ما وصل إليه من وضع صحي صعب، إضافة إلى تقدمه في العمر وحاجته الماسة إلى أن يكون مع عائلته، عدا عن أنّه أمضى معظم فترة حكمه وقد تبقى منها فقط ثمانية أشهر، إلا أنّ كل هذه العوامل المجتمعة لم تكن كافية في تحقيق حريته، ويصر الاحتلال على الاستمرار في جريمة احتجازه.

وأضاف النادي أن الجهاز القضائي للاحتلال كان وما زال الأداة الأبرز في تعميق الجريمة والانتهاكات بحقّ الأسرى، فهو فعليا وفي حالة القضايا التي تتعلق بالفلسطيني ينفّذ ما تمليه عليه الجهات الأمنية، وحاليا نشهد تطرفا متصاعدا من قبله تجاه كافة القضايا التي نذهب بها، وأكبر مثال على ذلك ما يجري أيضا في قضية الأسير  أحمد مناصرة وغيره من الأسرى.

على مدار سنوات طويلة رفضت سلطات الاحتلال الإفراج المبكر عن أسرى مرضى وكبار في السّن بعد انقضاء ثلثي مدة حكمهم

وتابع أنّ هذه المحاولة في التوجه للجنة الإفراجات "ثلثي المدة" هي جزء من محاولات قانونية سابقة في قضية الأسير فؤاد الشوبكي، ورغم قناعتنا بضعف الأمل بالإفراج عنه، إلا أنّنا حاولنا استنفاد كافة المسارات التي يمكن أن تساهم في تحقيق حريته. يذكر أنّ الأسير فؤاد الشوبكي معتقل منذ عام 2006، وكان الاحتلال قد حكم عليه بالسّجن 20 عاما، جرى تخفيضها إلى 17 عاما، وقد تبقى لموعد الإفراج عنه ثمانية أشهر. والشوبكي من مواليد 1940 في غزة، وحاصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة، ويُعدّ الأسير الأكبر سنّاً في سجون الاحتلال، وهو سياسي وعسكري فلسطيني برتبة لواء وأحد أعضاء حركة فتح. وكان الشوبكي مسؤولا عن الإدارة المالية المركزية العسكرية في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وانضم إلى حركة فتح، وتنقّل معها إلى الأردن ولبنان وسورية وتونس.

في 3 يناير/كانون الثاني 2002، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "عملية سفينة نوح" بهدف إيقاف والسيطرة على سفينة "كارين A" في البحر الأحمر، وادّعى أن السفينة تحمل معدّات عسكرية للفلسطينيين، واتّهمت إسرائيل الشوبكي، مدير المالية العسكرية في السلطة الوطنية الفلسطينية في حينه، بالمسؤولية المباشرة واعتبرته العقل المُدبّر في تمويل وتهريب سفينة الأسلحة. واختطفته قوّات الاحتلال بتاريخ 14 مارس/آذار 2006 من سجن أريحا، مع الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، إضافة إلى رفاقهم عاهد أبو غلمي وحمدي قرعان وباسل أسمر ومجدي الريماوي وياسر أبو تركي. وحكمت عليه المحكمة العسكرية للاحتلال بالسّجن لـ20 عاماً، ولاحقاً تمّ تخفيضها إلى 17 عاماً، ويُعاني الشوبكي من سرطان البروستاتا، ومن مرض في عينيه ومعدته وفي القلب وارتفاع ضغط الدم.

والأسير الشوبكي متزوج، وتُوفيت زوجته في عام 2011، وله 6 أبناء و9 أحفاد لا يعرف معظمهم.   

المساهمون