الاحتلال يؤجل محاكمة الأسير خضر عدنان رغم خطورة حالته الصحية

30 ابريل 2023
الأسير خضر عدنان يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ85 على التوالي (محمد عابد/ فرانس برس)
+ الخط -

أجلت محكمة (عوفر) العسكرية الإسرائيلية المقامة غرب رام الله وسط الضفة الغربية، اليوم الأحد، محاكمة الأسير الشيخ خضر عدنان (44 عاماً) من بلدة عرابة جنوب جنين شمالي الضفة الغربية، والمضرب عن الطعام لليوم الـ85 على التوالي رفضاً لاعتقاله، ومطالبًا بحرّيّته، حتى العاشر من الشهر المقبل، رغم خطورة حالته الصحية نتيجة الإضراب والتعنت بعدم الاستجابة لمطالبه.

وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن المحكمة العسكرية للاحتلال في (عوفر) رفضت الاستئناف الذي تقدم به محامي الأسير عدنان، على قرار سابق صدر عن المحكمة رفضت فيه الإفراج عنه بكفالة، وأشار نادي الأسير إلى أن هذا القرار يأتي في ظل الوضع الصحي البالغ الخطورة الذي وصل إليه الأسير عدنان.
وحضر خضر عدنان المحاكمة عبر الـ"فيديو كونفرنس"، فيما ترفض سلطات الاحتلال حتّى اليوم السّماح لعائلته بزيارته بحجزه في عيادة سجن الرملة، وقال نادي الأسير "إن القرارات التي صدرت في قضية الأسير عدنان حتى اللحظة، تعكس قرار الاحتلال ونيته بقتل الأسير عدنان".

من جانبها، أكدت مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان في بيان صحافي، اليوم الأحد، بعد زيارة جرت من الطبيبة لينا حسان للأسير خضر عدنان الخميس الماضي، في سجن الرملة الإسرائيلي، أن مدير عيادة مصلحة السجون اعترف بأن العيادة ليست مكاناً ملائماً للإشراف الطبي اللازم للمضرب عن الطعام في ظل حالته؛ مؤكدة أن الجمعية تطالب بتحويله إلى الرقابة والمتابعة في المستشفى تحسباً لانهيار منظوماته الحيوية.

وقالت الجمعية "يعيش المضرب عن الطعام خضر عدنان موسى، الذي يواصل إضرابه عن الطعام، في ظل خطر الموت، وهو بحاجة إلى النقل الفوري إلى المستشفى لغرض المتابعة والإشراف الطبيين، هذا ما يُستقى من التشخيص الطبي المحدّث الذي نشرته جمعية أطباء لحقوق الإنسان".

وتابعت: "لقد صدر التشخيص المذكور عن د. لينا قاسم حسان، وهي طبيبة العائلة، ورئيسة الهيئة الإدارية للجمعية، والتي قامت بزيارة عدنان يوم الأحد مطلع هذا الأسبوع في مركز (مراش) الطبي التابع لمصلحة السجون". فيما طالبت أطباء لحقوق الإنسان بنقل عدنان إلى المستشفى بصورة فورية، على ضوء حالته الصحية.

عدنان يلاقي صعوبة في التنقل، كما أنّه يعاني من مصاعب في إجراء محادثات بسيطة، وهو يبدو شاحبا وضعيفا ومرهقا جدا

ويفيد التشخيص بأن عدنان يلاقي صعوبة في التنقل، كما أنّه يعاني من مصاعب في إجراء محادثات بسيطة، وهو يبدو شاحباً وضعيفاً ومرهقاً جداً، إلى جانب فقدان الوزن بصورة متطرفة (60 كيلوغراماً بحسب التقدير). كما خلص الفحص إلى ضعف القوة الإجمالية في الأطراف، مع ضمور في العضلات، وارتفاع حساسية البطن في الجزء العلوي منه، حيث أكدت د. قاسم حسان أنه يمكن توقّع تدهور في أعراض الأمراض الكامنة التي يعاني منها قبل إضرابه.

وأوضحت حسان في تشخيصها أن السجين المضرب يصر على رفضه إجراء عمليات متابعة وفحوصات طبية، وقد رفض الخضوع لعدة فحوصات، من ضمنها ضغط الدم وفحص تشبّع الأكسجين في الدم.

وبحسب مدير مركز مصلحة السجون الطبي، فإن خضر عدنان موسى يرفض الخضوع للمتابعة المخبرية أو الخضوع للقياسات الحيوية والربط بجهاز المونيتور، وهذا ما حصل في المرتين اللتين أُرسل فيهما، بصورة عاجلة، إلى غرفة طوارئ مستشفى كابلان خلال الأسابيع الماضية.

اشترط عدنان لقبول الخضوع لفحوصات طبية، السماح لعائلته بزيارته، وتلقي مرافقة من قبل طبيب من جمعية أطباء لحقوق الإنسان

من جهته، عبّر خضر عدنان موسى عن رغبته في الدخول إلى المستشفى، وقد وضع شروطاً للموافقة على الخضوع للفحوصات الطبية، أهمها: السماح لعائلته بزيارته، وتلقي مرافقة من قبل طبيب من جمعية أطباء لحقوق الإنسان.

وبحسب الجمعية، فإن المحكمة اللوائية قد ردت التماسين، قدمتهما الجمعية حتى الآن، يطالبان بنقل المضرب عن الطعام إلى المستشفى، والسماح لعائلته بزيارته.

وبحسب ما أشارت حسّان في تشخيصها: "تجدر الإشارة إلى أنه خلال الحديث مع مدير مركز مصلحة السجون الطبي، وافق على أن المركز الطبي التابع لمصلحة السجون ليس مكاناً مناسباً للمتابعة الطبية.

وقالت حسان: "إن مدير المركز أكد إطار عيادة مصلحة السجون، وفي اليوم الـ80 من إضراب السجين عدنان عن الطعام، لا يوفر متابعة دقيقة وتدخلاً فورياً في الحالات العاجلة، وذلك بسبب النقص في الوسائل والطاقم، أنصح بتحويله فوراً لتلقي الرعاية في ضوء حقيقة أن خضر عدنان موسى يتوقع تدخلاً طبياً منقذاً للحياة في حال فقدانه وعيه، وقد أشار إلى ذلك".

من جهتها، صرّحت عنات ليطفين، مديرة قسم المسجونين في أطباء لحقوق الإنسان: "بحسب قواعد الأخلاقيات الطبية، تعدّ طلبات عدنان موسى شرعية، ونحن لا نرى سبباً، أياً كان، لرفضها، باستثناء الرغبة في معاقبته وكسر إضرابه".

وتابعت: "من الواضح أن المسألة لا تعدو كونها معركة كسر عظم بين المضرب عن الطعام والسلطات الأمنية، ولكن، وفي مرحلة شديدة التقدم من الإضراب عن الطعام، في الوقت الذي تتعرض حياة المضرب للخطر المحقق، ينبغي القيام بكل ما يمكن القيام به، في إطار الأخلاقيات الطبية، من أجل إنقاذ حياته، وإتاحة المجال أمام أبناء عائلته بالالتقاء به، مع مراعاة أن هذا اللقاء بينهم قد يكون الأخير".

وعدنان خضر هو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، من بلدة عرابة جنوب جنين شمالي الضفة الغربية، وأب لتسعة أطفال، يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الثاني والثمانين على التوالي رفضاً لاعتقاله، كما يواصل رفضه أخذ المدعمات وإجراء الفحوصات الطبية.

وأكد نادي الأسير الفلسطيني في بيانات سابقة أنّ "عدنان وصل إلى مرحلة صحية بالغة الخطورة، وأن مخاطر تعرضه للشهادة تتصاعد يوماً بعد يوم، إذ يقبع في سجن الرملة في ظروف مأساوية، وهو محتجز في زنزانة مزودة بالكاميرات، ويتعمد السجانون اقتحام زنزانته بشكل متكرر".

يشار إلى أنّ عدنان معتقل منذ الخامس من فبراير/ شباط الماضي، وكان قد أعلن إضرابه عن الطعام منذ لحظة اعتقاله، ولاحقاً، وجهت سلطات الاحتلال لائحة اتهام بحقّه. في المقابل، رفض الشيخ عدنان جميع ما ورد في لائحة الاتهام.

وكان عدنان قد خاض منذ عام 2012 خمسة إضرابات عن الطعام في سجون الاحتلال، معظمها ضد الاعتقال الإداري بلا تهمة أو محاكمة، أما إضرابه السادس فخاضه عام 2004.

وخاض عدنان إضراباً عام 2004 رفضاً لعزله، واستمر مدة (25) يوماً، وفي عام 2012، خاض إضراباً ثانياً واستمر مدة (66) يوماً، وفي عام 2015 مدة (56) يوماً، وفي عام 2018 مدة (58) يوماً، وفي عام 2021 خاض إضراباً عن الطعام استمر مدة 25 يوماً، وتمكّن من خلال هذه المواجهة المتكررة من نيل حريته ومواجهة اعتقالاته التعسفية المتكررة.

المساهمون