الاحتلال الإسرائيلي يلاحق أئمة المساجد في القدس

19 ديسمبر 2023
الشيخ عكرمة صبري يتعرض لمضايقات (مصطفى الخروف/ الأناضول)
+ الخط -

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ملاحقة عدد من أئمة المساجد في القدس، واعتقالهم وتقييد ظهورهم وحضورهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وكان آخرهم رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري

ويكشف صبري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه خلال التحقيق الذي جرى معه قبل أيام واستمر ساعات، حظر عليه الظهور على بعض القنوات الفضائية، وخصوصاً الأقصى والميادين والعالم، التي تعتبرها سلطات الاحتلال "قنوات معادية ومحرضة".

وأشار صبري إلى أن التحقيق معه تركز على خطبة يوم الجمعة قبل الماضية، والتي تطرق فيها إلى الشهداء والجرحى والأسرى والعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

وسبق التحقيق مع الشيخ صبري بأيام مداهمة طواقم من مخابرات وشرطة الاحتلال وبلديته مبنى تقطنه ثماني عشرة أسرة، وتسليم قاطنيها، وفي مقدمتهم عائلة الشيخ عكرمة، إخطاراً بالهدم، على الرغم من أن المبنى مشيد منذ ربع قرن. 

وتعليقاً على هذا الإجراء، يصف صبري الإخطار في حديثه لـ"العربي الجديد"، بأنه "سياسي بامتياز، وأن أوساطاً سياسية عليا تقف وراءه، ولا علاقة له بمخالفة بناء إدارية".

يشار إلى أن القيود على أئمة وخطباء المسجد الأقصى طاولت في مستهل العدوان على قطاع غزة خطيبا أو خطيبين على الأقل استدعيا للتحقيق، وتم تحذيرهما من التطرق في خطب يوم الجمعة لما يجري من انتهاكات ضد المصلين، أو الإشارة إلى تطورات العدوان على قطاع غزة، وخصوصاً الشهداء والجرحى الذين يرتقون بعمليات القصف هناك.

ويقول أحد هؤلاء الخطباء، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن محققي الاحتلال هددوه بالاعتقال الإداري في حال عاد وتطرق إلى ذلك في خطبه المقبلة. فيما تؤكد مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أن تعميماً داخلياً وزع على خطباء المسجد الأقصى من قبل بعض المسؤولين، واستجابة لضغوط من الخارج، يمنعهم من الحديث عما يجري في قطاع غزة، حتى لا تستغل سلطات الاحتلال ذلك لتصعيد انتهاكاتها بحق الأقصى والمصلين.

وعلى الرغم من ذلك، لم يتوقف الاحتلال عن فرض إجراءات وقيود صارمة على المصلين، بما في ذلك تحديد أعداد المصلين، بحيث لا يتجاوز عددهم في كل يوم جمعة خمسة آلاف مصل، وهو ما جرى العمل به منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويأتي استهداف وملاحقة الاحتلال لأئمة وخطباء المساجد في القدس بالتزامن مع فرض قوات الاحتلال لتلك الإجراءات التي تحد من وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، فيما يسمح للمستوطنين باقتحامه.

ويقول مسؤول رفيع المستوى في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد": "ما مجموعه 6914 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد الأقصى منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري". ويتابع أن ما مجموعه 2229 مستوطناً شاركوا في اقتحام الأقصى في الفترة الواقعة من 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى الـ31 من الشهر نفسه.

وشارك ما مجموعه 2788 مستوطناً في هذه الاقتحامات خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. ومنذ مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول وحتى الرابع عشر من الشهر الجاري، شارك ما مجموعه 1897 مستوطناً في اقتحامات يومية لا تزال تشهد تصاعداً، مع ما يرافقها من تنكيل بالمصلين وحراس الأقصى ومنع الشبان من دخوله، بل وحتى أن يكونوا في محيطه.

المساهمون