الاحتباس الحراري يزيد من ضربات البرق في القطب الشمالي

06 يناير 2022
يستخدم العلماء البرق كمؤشر لمراقبة التغيرات المناخية (Getty)
+ الخط -

كشف تقرير حديث لشركة Vaisala الدولية المتخصصة في مراقبة وتعقب البرق في جميع أنحاء العالم، أن مُعدل البرق زاد بشكل كبير في المنطقة المحيطة بالقطب الشمالي، وهو ما يعتبره العلماء علامة واضحة على كيفية تأثير أزمة المناخ على الطقس العالمي.

ووفقاً للتقرير، فقد تم رصد أكثر من 7278 ضربة برق العام الماضي، وهو ما يقارب ضعف ضربات البرق التي أصابت المنطقة في السنوات التسع الماضية.

ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن تقرير الشركة، أمس الأربعاء، أن هذه الزيادة من المؤشرات الواضحة على تأثير التغيرات المناخية على الطقس العالمي.

ويستخدم العلماء البرق، كمؤشر أو أداة لمراقبة التغيّرات المناخية، لأن الأخير يشير إلى ارتفاع درجات الحرارة في منطقة ما. ويحدث البرق في العواصف القوية المرتبطة بجو غير مستقر، ويتطلب هواء دافئاً ورطباً نسبياً، ولذا يتم رصده بشكل أساسي في خطوط العرض الاستوائية وفي أماكن أخرى خلال أشهر الصيف، استنادا إلى التقرير. ومن هنا، فإن زيادة ضربات البرق في القطب الشمالي تشير إلى وصول الهواء الدافئ إلى تلك المنطقة المتجمدة.

وكانت دراسة سابقة، أجريت عام 2021، رصدت ارتفاعاً في ضربات البرق في منطقة القطب الشمالي، وأعادت السبب إلى زيادة الاحتباس الحراري، الذي تسببه انبعاثات الوقود الأحفوري.

خلال السنوات الماضية، ورغم بقاء مستوى البرق في منطقة القطب الشمالي عموماً ثابتاً نسبياً، لكنه كان مرتفعاً بشكل كبير في أقصى شمال المنطقة، بحسب ما يؤكده خبير الأرصاد الجوية ومدير تطبيقات البرق في شركة Vaisala كريس فاجاسكي.

يقول فاجاسكي لشبكة "سي أن أن": رصدنا تحرك العواصف الرعدية والبرق في أقصى شمال القطب، ويعود السبب في ذلك إلى أن الهواء الرطب والدافئ نسبياً المتجه من قارات العالم بدأ يصعد إلى القطب الشمالي، محدثاً عدداً كبيراً من ضربات البرق". يعترف فاجاسكي بأن مناخ منطقة القطب الشمالي بدأ يتغير نسبياً، وهو ما لاحظه من خلال رصد الظواهر المناخية، ومراقبة الاتجاهات في العواصف الرعدية والبرق في هذه المنطقة النائية جداً.

"مع تقدم أزمة المناخ واستمرار ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي، ستكون التغيرات في المناطق النائية، ذات تأثير مضاعف على الطقس في جميع أنحاء الكوكب" يقول فاجاسكي. ويضيف: "عندما نواجه هذه التغييرات الجذرية، خاصة في أماكن مثل القطب الشمالي، فإن ذلك قد يكون مؤشراً لما يحصل في الأرض وليس فقط في القطب الشمالي".

ولا يخفي الباحث في جامعة كاليفورنيا، مركز سان دييغو للطقس الغربي والظروف المائية المتطرفة، خوسيه مارتينيز كلاروس، قلقه من نتائج تقرير الشركة. ويرى أن هذه الأنواع من العواصف تشير إلى تغييرات مناخية حادة، على اعتبار أن العواصف الرعدية بدأت تصل إلى خطوط عرض أعلى مما كانت تصل إليه سابقاً.

مناطق أخرى مهددة

 شهدت الولايات المتحدة الأميركية أيضاً زيادة في عدد ضربات البرق، إذ ارتفع معدل الضربات في العام 2021 وفق تقرير Vaisala إلى أكثر من 194 مليون ضربة برق، بزيادة 24 مليون ضربة عن العام 2020.

ووفق تقرير الشركة، فقد حدثت نحو مليون ضربة في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بالتزامن مع التغييرات التي طاولت مناطق مختلفة في وسط وجنوب الولايات المتحدة الأميركية.

سجلت ولاية تكساس الأميركية- وسط جنوب الولايات المتحدة- عدداً كبيراً من ضربات البرق في العام الماضي، ويعود السبب في ذلك إلى مساحتها الكبيرة نسبياً وموقعها الجغرافي الدافئ، وهو ما يجعلها من أكثر من المناطق عرضة لزيادة عدد ضربات البرق، كما شهدت ولاية فلوريدا الواقعة أقصى جنوب شرقي الولايات المتحدة عدداً كبيراً من ضربات البرق، مع تسجيل نحو 223 برقة لكل ميل مربع.

تسببت حرائق الغابات في أنحاء الولايات المتحدة، والتي أدت إلى تخريب أكثر من مليوني فدان العام الماضي في زيادة تسخين الهواء، الأمر الذي زاد من حدة البرق. ولم تقف حدود الكارثة هنا، بل تسبب البرق أيضاً في إحداث حرائق في المناطق الجافة، بما في ذلك حريق في ولاية أوريغون الذي قضى على  أكثر من 400000 فدان.

لم يكن الوضع أفضل في كندا، ففي منطقة كولومبيا البريطانية، نادراً ما يتم رصد ضربات البرق، ولكن المنطقة شهدت عدداً كبيراً من ضربات البرق العام الماضي، ويعود السبب في ذلك إلى الحرائق التي اندلعت في نهاية يونيو/ حزيران وبداية يوليو/ تموز، إذ تم تسجيل أكثر من 700000 ضربة برق في المقاطعة.

يذكر أنّ شركة Vaisala واحدة من الشركات المتخصصة في رصد البرق حول العالم. اكتشفت أكثر من ملياري ضربة برق حول العالم كل عام.

المساهمون