يعاني نحو طفل فلسطيني واحد من بين كلّ عشرة أطفال فلسطينيين دون الخامسة في قطاع غزة من سوء تغذية حاد، على خلفية الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك وفقاً لبيانات أولية أعلنتها الأمم المتحدة من خلال عملية قياس الذراع التي تظهر مستويات الهزال لدى الأطفال.
وتقلّصت الإمدادات الغذائية التي يعتمد عليها الفلسطينيون في قطاع غزة عمّا كانت قبل الحرب، وأورد عمّال الإغاثة تقارير عن علامات واضحة تدلّ على المجاعة، خصوصاً في شمال القطاع ووسطه اللذَين يُعَدّان الأكثر تضرّراً من جرّاء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم 216.
وبحسب مذكّرة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أظهرت قياسات محيط أذرع آلاف الأطفال الصغار والرضّع في قطاع غزة أنّ 9.6% منهم يعانون من سوء تغذية حاد، وهو ما يمثّل ارتفاعاً بنحو 12 مثلاً عن مستويات ما قبل الحرب. أمّا في شمال القطاع، فقد بلغت النسبة 16.2% أو واحداً من كلّ ستة أطفال.
وأشار موظفون وناشطون في مجال الإغاثة إلى أنّ في الأسابيع القليلة الماضية، تكرّر عمليات توقيف شاحنات الأغذية ووضع اليد على ما تحمله من قبل الناس الجائعين، وسط الحصار المطبق عليهم، قبل أن تتمكّن من الوصول إلى المستشفيات التي تتّجه إليها.
وقد أفادت مؤسسة "أكشن إيد" الخيرية بأنّ ثمّة أشخاصاً يلجأون إلى تناول العشب. أضافت أنّ جميع الفلسطينيين في قطاع غزة "يعانون راهناً من الجوع، ولا يحصل الناس إلا على لتر ونصف لتر أو لترَين من المياه غير الصالحة للشرب يومياً لتلبية كلّ احتياجاتهم".
Food is becoming so scarce in #Gaza that people are resorting to eating grass💔
— ActionAid (@ActionAid) February 9, 2024
With more than 85% of its 2.3 million people already being forced to leave their homes & reports of a potential invasion in Rafah, where are they supposed to flee to⁉️ https://t.co/9pBDfXTcCo
من جهتها، نقلت منظمة "الإغاثة الإسلامية عبر العالم" عن أحد موظفيها في قطاع غزة قوله "أنا وأطفالي لم نأكل الفاكهة ولا الخضار منذ أشهر، ويتعرّض الناس للقتل عندما يحاولون الاقتراب من شاحنات المساعدات المرسلة من الأمم المتحدة".
أضاف الموظف نفسه: "نحاول صنع الخبز من الذرة المجفّفة التي كنّا نستخدمها سابقاً علفاً للحيوانات، إذ يندر العثور على دقيق". وتابع: "نحن محظوظون نسبياً مقارنة بمعظم الناس، هؤلاء الذين لا يملكون شيئاً على الإطلاق".
We urge global leaders & governments to demand an immediate #CeasefireNOW
— Islamic Relief Worldwide (@IRWorldwide) February 9, 2024
🔗 Read our statement: https://t.co/gPHOH5nNzF
في سياق متصل، أفادت مؤسسة "بروجكت هوب" غير الربحية التي تُعنى بالصحة العامة والشأن الإنساني، بأنّ نحو 15% من النساء الفلسطينيات الحوامل اللواتي قيّمت حالاتهنّ في عيادتها في دير البلح وسط قطاع غزة، الأسبوع الماضي، يعانينَ من سوء تغذية.
كذلك أبلغت المؤسسة عن زيادة في حالات فقر الدم أو نقص الحديد في الدم، وبإمكان ذلك أن يزيد من حالات الولادة المبكرة ومن نزيف ما بعد الولادة.
"The stress of a pregnant woman living in a tent, displaced from her home & seeing and hearing bombs going off is associated with lots of complications."
— Project HOPE (@projecthopeorg) February 9, 2024
Rondi Anderson, RMNCH adviser for Project HOPE, spoke with @TheCut about the harsh reality for many pregnant women in Gaza. https://t.co/Yl3UcBovSp
وقال المدير الطبي لـ"بروجكت هوب" سانتوش كومار، الذي غادر قطاع غزة في الأسبوع الماضي، إنّه وأفراد فريقه قلّصوا استهلاكهم الغذائي إلى وجبة واحدة يومياً، وذلك تضامناً مع سكان غزة.
أضاف كومار لوكالة رويترز أنّ "الناس يتضوّرون جوعاً ولا يُعامَلون بكرامة"، مشيراً إلى أنّ ثمّة فلسطينيين "قالوا لي إنّ الموتى سعداء الحظ" مقارنة بحال الأحياء.
(رويترز، العربي الجديد)