الأمم المتحدة: لبنان يشهد الفترة الأكثر دموية منذ جيل

27 سبتمبر 2024
مبان متضررة في أعقاب غارة إسرائيلية على منطقة الرويس، سبتمبر 2024 (حسين بيضون)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التصعيد الإسرائيلي في لبنان: كارثية الأوضاع الإنسانية: أكدت الأمم المتحدة أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في لبنان أدى إلى وفاة 700 شخص وإصابة الآلاف، مع نزوح 120 ألف شخص في ساعات قليلة.

- الأزمة الصحية والتعليمية في لبنان: يعاني قطاع الصحة من ضغط شديد ونفاد الإمدادات، مع تحويل 300 مدرسة إلى مراكز إيواء، مما أثر على تعليم 100 ألف طالب.

- الحاجة إلى الدبلوماسية وتنفيذ قرار مجلس الأمن: دعا رضا إلى إعطاء الأولوية للدبلوماسية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، مع تأكيد وكالات الإغاثة على تجاوز الأعداد الفعلية للضحايا لأي سيناريو مخطط له.

أكدت الأمم المتحدة الجمعة، أنّ التصعيد الأخير للهجمات الإسرائيلية في لبنان "لم يكن أقل من كارثي"، حيث يشعر مئات الآلاف من اللبنانيين أنهم سيواجهون "مصيراً مماثلاً" لغزة. وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان عمران رضا إنّ "التصعيد الأخير في لبنان أقل ما يمكن وصفه به هو بأنه كارثي". وأوضح للصحافيين في جنيف في اتصال عبر الفيديو من بيروت: "نشهد فترة هي الأكثر دموية في لبنان منذ جيل ويعبّر كثيرون عن مخاوفهم من أن هذه ليست سوى البداية".

الأمم المتحدة: التصعيد كارثي

وأضاف عمران، أنّ ما لا يقل عن 700 شخص فقدوا حياتهم في أقل من أسبوع وأصيب الآلاف من الناس، فيما نزح ما يقرب من "120 ألف شخص في غضون ساعات قليلة"وأشار إلى أنه يوم الاثنين وحده، بلغت حصيلة الضحايا نصف الحصيلة التي سُجّلت عام 2006 والتي بلغت 1200 قتيل خلال 34 يوماً من الحرب. وأضاف أنّ "مستوى النزوح ومستوى الصدمة والذعر كان هائلاً".

في الوقت ذاته، حذّر رضا من أنّ "قطاع الصحة يعاني الضغط الشديد وهو منهك بالفعل". وأفاد بأنّ "أحداث الأسبوع الماضي، بما في ذلك انفجار أجهزة الاتصال، أدى إلى نفاد الإمدادات الصحية تقريباً". وتابع أنه "في ظل التصعيد الأخير وبلوغ المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى، يعاني النظام محدودية الموارد للإيفاء بالطلب المتزايد". وأضاف أنّ حوالي 80 ألف نازح لجؤوا إلى ما يقرب من 500 مأوى في الوقت الحالي، بما في ذلك 300 مدرسة تحولت إلى مراكز إيواء مما أثر على تعليم حوالي مائة ألف طالب.

هنا في بيروت، هناك الآلاف من الأشخاص الذين وصلوا ويتساءلون إلى أين سيذهبون بعد ذلك

وأوضح أنه خلال الأشهر الأحد عشر الماضية كان النزوح في الغالب في الجنوب والبقاع، ولكن الآن أصبح في جميع أنحاء البلاد حيث تجاوز عدد النازحين عتبة المائتي ألف. وقال: "هنا في بيروت، هناك الآلاف من الأشخاص الذين وصلوا ويتساءلون إلى أين سيذهبون بعد ذلك. وكثير من الأشخاص الذين نلتقيهم يسألون بشكل غير جاد، من أين الطريق إلى طرابلس؟ كيف نصل إلى هناك؟".

وأفاد المتحدث أنه بالنظر إلى المستقبل، قال إن الطريق إلى الأمام "محفوف بعدم اليقين"، مضيفاً أنه بخلاف الإغاثة الفورية، "ما نحتاج إليه الآن هو أن تلقي الأطراف أسلحتها، وتعطي الأولوية للدبلوماسية وتعيد الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل. لا يمكن للمنطقة أن تتحمل المزيد من إراقة الدماء".

مستشفيات لبنان تعاني الضغط

وأكّدت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس أن المستشفيات في لبنان "تعاني الضغط". وأشارت إلى أن انفجار أجهزة الاتصال خلّف العديد من الإصابات الحرجة، خصوصاً في الأيدي والعيون، وهو ما تطلب علاجاً خاصاً.

وقالت إن 777 شخصاً ما زالوا في المستشفيات بعد هذه الانفجارات و"152 من هؤلاء حالاتهم حرجة". وأضافت أنّ "ذلك يعني أنهم لن يغادروا المستشفى في أي وقت قريب، ومن ثم يملأ كل يوم من القصف والانفجارات أسرّة لا يمكن أن تصبح خالية قريباً". وأفادت في الوقت ذاته بأن 37 منشأة صحية أُغلقت في أنحاء لبنان نتيجة الأحداث.

وشددت هاريس على أنّ وكالات الإغاثة بذلت الكثير من الجهود للاستعداد لأحداث قد تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في لبنان في حال تصاعد إطلاق النار عبر الحدود الذي شهدته البلاد خلال العام الأخير.

وقالت إن منظمة الصحة العالمية ساعدت في "تدريب معظم العاملين في مجال الصحة في معظم المستشفيات على التعامل مع الأعداد الكبيرة للضحايا". لكن "خططنا لم تشمل أي أعداد كتلك التي تأثّرت في الواقع". وأضافت "كانت بعيدة عن أي سيناريو يمكن للتخطيط العادي، حتى لحدث مروّع كهذا، أن يتوقعه".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون