الأمم المتحدة: طرفا الصراع في السودان يرتكبان انتهاكات تشمل النازحين

23 فبراير 2024
لاجئون سودانيون فروا من الحرب في مدينة الرنك (لويس تاتو /فرانس برس)
+ الخط -

قال مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، إنّ طرفي الحرب في السودان ارتكبا انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم حرب تشمل هجمات عشوائية على مواقع مدنية مثل مستشفيات وأسواق وحتى مخيمات النازحين.

وفشلت الجهود حتى الآن في إنهاء الصراع المستمر منذ عشرة أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقُتل آلاف الأشخاص وأُجبر نحو ثمانية ملايين على الفرار من منازلهم، الأمر الذي يعني أن السودان أصبح به أكبر عدد من السكان النازحين في العالم.

وأوضح المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، في بيان مصاحب للتقرير: "بعض هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب... يجب إسكات الأسلحة وحماية المدنيين".

وبخلاف التقرير الذي يحقق في وقائع حتى ديسمبر/كانون الأول، أفاد مكتب تورك اليوم الجمعة بأنه راجع مقطع فيديو "موثوقاً به" يُظهر جنوداً يرتدون زي الجيش وهم يستعرضون رؤوساً منحورة يعتقد أنها لأنصار قوات الدعم السريع ويرددون إهانات عرقية.

وعلّق الجيش السوداني بأن المقطع "صادم"، وقال إنه سيحقق في الأمر. وأفاد متحدث باسم الأمم المتحدة بأنّ مكتب تورك سيتابع مع السلطات السودانية التقدم المحرز في التحقيق.

وقررت الولايات المتحدة رسمياً بالفعل أنّ الطرفين المتحاربين ارتكبا جرائم حرب، وقالت إن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها متورطة في عمليات تطهير عرقي غرب دارفور. وقال الجانبان إنهما سيحققان في التقارير المتعلقة بعمليات القتل والانتهاكات وسيحاكمان أي مسلحين يثبت تورطهم.

ويغطي تقرير الأمم المتحدة الفترة من إبريل/ نيسان إلى ديسمبر/ كانون الأول، ويستند إلى مقابلات مع أكثر من 300 ضحية وشاهد، بالإضافة إلى لقطات وصور من الأقمار الصناعية.

ويقول إنه في بعض الأحيان أصبح أولئك الذين يفرون للنجاة بحياتهم أو النازحين بسبب العنف ضحايا لهجمات بمتفجرات.

مخيمات النازحين في السودان لم تسلم من الهجمات

وذكر التقرير أنه في إحدى الحالات، قتل عشرات النازحين عندما تعرّض مخيمهم في زالنجي بدارفور للقصف من قبل قوات الدعم السريع في الفترة من 14 إلى 17 سبتمبر/أيلول. وقتل نحو 26 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال في 22 أغسطس/ آب بقذائف قيل إن القوات المسلحة السودانية أطلقتها بينما كانوا يحتمون تحت أحد الجسور.

ويقول التقرير أيضاً، إن قوات الدعم السريع اعتمدت استراتيجية عسكرية تتمثل في استخدام الدروع البشرية، مستشهداً بشهادات الضحايا المعنيين.

ويصف التقرير الوقائع التي حدثت في العاصمة الخرطوم، حيث تم القبض على عشرات الأفراد ووضعهم في الخارج بالقرب من المواقع العسكرية لقوات الدعم السريع لردع الضربات الجوية التي تشنها الطائرات المقاتلة السودانية.

ووثّق محققو الأمم المتحدة حتى الآن حالات عنف جنسي طاولت 118 شخصاً، من بينهم امرأة اعتقلت وتعرضت للاغتصاب الجماعي بشكل متكرر لأسابيع. وأضاف التقرير أنّ عدداً من عمليات الاغتصاب ارتكبه أفراد من قوات الدعم السريع.

كما وثّقت "رويترز" حالات اغتصاب جماعي في هجمات ذات طابع عرقي شنتها قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معها.

13 ألفا و900 قتيل جراء الحرب

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن القتال بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" خلف 13 ألفا و900 قتيل منذ اندلاع القتال بين الجيش و"قوات الدعم السريع" في 15 أبريل/ نيسان 2023.

جاء ذلك في بيان لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" قال فيه إنه "منذ اندلاع القتال سُجل حوالي 13.900 حالة وفاة، تم الإبلاغ عنها في جميع أنحاء السودان".

من جهتها، قالت وزارة الصحة السودانية في بيان، إن حوالي 27 ألفا و700 شخص أصيبوا خلال الفترة بين 15 أبريل 2023 و26 يناير/كانون الثاني 2024.

وذكر بيان الأمم المتحدة أن عدد النازحين بسبب النزاع بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في تزايد مستمر.

وفر نحو 8.1 ملايين شخص من منازلهم في السودان، ويشمل ذلك حوالي 6.3 ملايين داخل السودان و1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد، حسب بيان المكتب الأممي.

وأشار المكتب إلى أن عدد النازحين داخليًا ارتفع بواقع 53 ألفا و500 شخص خلال الأسبوع الماضي، وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.

وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي قالت الأمم المتحدة، إن أكثر من 13 ألف شخص قتلوا في الحرب الدائرة بين الجيش "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل.

والاثنين الماضي، أعلن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، معاناة ما لا يقل عن 25 مليون شخص من "ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية" في السودان.

واندلعت الاشتباكات في السودان، في إبريل/ نيسان الماضي، بسبب خلافات حول صلاحيات الجيش وقوات الدعم السريع بموجب خطة مدعومة دولياً للانتقال السياسي نحو الحكم المدني وإجراء انتخابات حرة.

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون