الأمم المتحدة: حرب أوكرانيا تحوّل طفلاً إلى لاجئ كلّ ثانية

15 مارس 2022
طفلة أوكرانية تفر من الحرب إلى بولندا (Getty)
+ الخط -

فرّ نحو 1.4 مليون طفل من أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذه الأخيرة في 24 فبراير/ شباط، فباتت حرب أوكرانيا تحوّل طفلاً واحداً إلى لاجئ كلّ ثانية، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم "يونيسف" جيمس إلدر، لصحافيين في جنيف: "في المعدّل، وكل يوم على مدى الأيام العشرين الأخيرة في أوكرانيا، تحوّل أكثر من 70 ألف طفل إلى لاجئين"، أي ما يعادل 55 طفلا كل دقيقة "أو تقريبا طفل كل ثانية".

من جهتها، قالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إنّ 2.95 مليون لاجئ أوكراني غادروا وطنهم بما في ذلك 1.8 مليون الآن في بولندا، في حين غادر ما يزيد عن 300 ألف أوكراني باتجاه دول غربي أوروبا.

يرتفع صوت صفارات الإنذار في ميكولايف، عند السادسة مساءً، فيما تستعدّ سبع نساء للولادة في مدينة اندلعت فيها الحرب من دون سابق إنذار.

ينزلن بهدوء، فيما تضع كلّ منهنّ يدها على بطنها، طابقيْن، قبل أن يصلن إلى الطابق السفلي من أحد مستشفيات الولادة في المدينة التي أتين إليها قبل يوميْن أو ثلاثة، لكنهنّ اعتَدن على الوضع.

من بينهنّ، تنتظر ناتاليا ريزنيكوفا، وهي أم لطفليْن، طفلًا ثالثًا. وتقول، قبل أن تنزل إلى الملجأ، "أنا لست مذعورة. أُصلّي فقط لئلّا أُضطر إلى الولادة في الطابق السفلي".

في غرفة أخرى مليئة بالأوراق، تجلس ثلاث أمهات مع أطفالهن حديثي الولادة، بمن فيهنّ ناتاليا وطفلتها ماريا، وهي طفلتها الأولى التي ولدت منذ أقلّ من 24 ساعة. قبل سماع صفارة الإنذار، كانت ناتاليا المُنهكة والمرتدية لباس حمام أزرق، تعود إلى غرفتها في الطابق الثاني، بمساعدة حبيبها أولكسندر.

وترى الأمّ أنها محظوظة، لأنها لم تَلد في الصالة المُستحدثة في القبو، والتي حاول الأطباء جعلها ملائمة قدر الإمكان، مع سريريْن وأريكة وحوض سمك مع صوت مُهدّئ.

يقول كبير الأطباء في مستشفى الولادة، أندريه هريبانوف: "في زمن السلم، كان (القبو) مكانًا يستخدمه السبّاكون والفنّيون. وقبل أربعة أو خمسة أيام، كان لدينا سيدتيْن ولدتا في الوقت نفسه في هذه الغرفة".

وخلال إطلاق صفارات الانذار والقصف، تحصل عملية الولادة في أروقة جناح الولادة في الطابق الثاني في حال لم يتمكّن الفريق من نقل المرأة الحامل إلى الطابق السفلي. أما غرفة الجراحة فإنها للولادات الدقيقة أو الولادات القيصرية، وهي موجودة في الطابق الرابع من المبنى، "لكنها محفوفة بالمخاطر لأننا نحتاج إلى إضاءة ونصبح هدفًا"، بحسب الطبيب.

ويوضح هريبانوف: "نصحتنا وزارة الصحة بأن نضع صليبًا أحمر كبيرًا على سطح مستشفى الولادة، لكننا نرى ماذا يحصل. لا يتمّ احترام أي اتفاقية".

وقُصفت عدة مستشفيات بالقصف الروسي، ولا يزال شبح مدينة ماريوبول التي قُصف فيها قبل أسبوع مستشفى ولادة، يراود النفوس.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون