الأمم المتحدة تقلص نشاطاتها في اليمن: قمع الحوثيين يعرقل المساعدات الإنسانية

13 سبتمبر 2024
يمنيون يتلقون مساعدات إنسانية في منطقة حيس، 9 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تقليص الأنشطة الأممية في اليمن**: أعلنت الأمم المتحدة تقليص نشاطاتها في اليمن بسبب حملة القمع الحوثية ضد موظفيها، مع التركيز على الأنشطة الأساسية المنقذة للحياة.

- **الاعتقالات والمزاعم الكاذبة**: احتجز الحوثيون أكثر من 60 شخصًا من العاملين مع الأمم المتحدة في يونيو، ووجهوا مزاعم كاذبة ضدهم، مما يهدد سلامة العاملين ويعرقل جهود الإغاثة.

- **الوضع الإنساني المتدهور**: حذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع الإنساني في اليمن، حيث يعاني 62% من الأسر من نقص الغذاء، مع توقعات بزيادة سوء التغذية بين الأطفال.

قلصت الأمم المتحدة نشاطاتها في اليمن رداً على حملة القمع التي شنتها جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) على الموظفين العاملين لدى المنظمة الأممية وغيرها من المنظمات الإنسانية والإنمائية والتعليمية، حسبما قالت مسؤولة بالأمم المتحدة، يوم الخميس.

وصرحت القائمة بأعمال مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، جويس مسويا، لمجلس الأمن الدولي بأن الأمم المتحدة اتخذت خطوات "لتقليل تعرض الموظفين للخطر في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون". كما قالت إن الأمم المتحدة حصرت تركيزها على "الأنشطة الأساسية المنقذة للحياة والمستدامة"، وتخفض أولوية الأنشطة الأوسع نطاقاً لتنمية أفقر دولة في العالم العربي.

في يونيو/حزيران، احتجز الحوثيون أكثر من 60 شخصاً يعملون مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، وفقاً لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وبعد أيام، قال الحوثيون إنهم ألقوا القبض على أعضاء مما أطلقوا عليها "شبكة تجسس أميركية إسرائيلية".

وقالت مسويا إن الأمم المتحدة ترفض بشدة "المزاعم الكاذبة" الموجهة من الحوثيين لعمال إغاثة إنسانية، من بينها مزاعم صدرت، أخيراً، عن تدخل الأمم المتحدة في النظام التعليمي لليمن. وأضافت: "هذه المزاعم تهدد سلامة العاملين وتزيد عرقلة قدرة الأمم المتحدة وشركائها لخدمة الشعب اليمني ويجب أن تتوقف فوراً".

مسويا ومبعوث الأمم المتحدة الخاص، هانز غروندبرغ، أكدا كذلك مطلب الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريس بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين وبينهم موظفون بالأمم المتحدة وأعضاء في المجتمع المدني وأفراد بعثات دبلوماسية وموظفون بالقطاع الخاص وأفراد من أقليات دينية.

وذكر غروندبرغ أنه مر 100 يوم منذ شن الحوثيون موجة الاعتقالات "التي تستهدف يمنيين مشاركين في جهود مهمة على صلة بالمساعدات الإنسانية". قتلت الحرب في اليمن أكثر من 150 ألف شخص، كما خلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم. واعتقل الحوثيون آلاف الأشخاص منذ اندلاع الحرب عام 2014. وخلال الأشهر الأخيرة، كثفوا حملتهم على المعارضة بالداخل، وحكموا على 44 شخصاً بالإعدام.

إلى ذلك، حذرت مسويا من أن الوضع الإنساني في اليمن "يتدهور باستمرار"، وقالت 62 بالمائة من الأسر التي استطلع رأيها في التقرير إنها ليس لديها ما يكفي من الغذاء، وأكدت مسويا أن هذا يعد "رقما قياسياً". وتابعت: "للمرة الأولى على الإطلاق، تواجه ثلاث مديريات- اثنتان في الحديدة وواحدة في تعز- مستويات شديدة الخطورة من سوء التغذية- المستوى 5، حيث توجد مجاعة. ويتوقع أن تصل 4 مديريات أخرى لهذا المستوى بحلول أكتوبر/تشرين الأول".

كما أوضحت مسويا أنه بحلول ديسمبر/كانون الأول، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 600 ألف طفل في مناطق تحت سيطرة الحكومة سيعانون من سوء التغذية الحاد، وسيعاني نحو 118 ألف شخص من سوء التغذية الحاد الشديد، بزيادة 34 بالمائة منذ عام 2023.

ولفتت أيضاً إلى أن "الوقت عامل ضروري إن كنا نحاول منع وقوع كارثة"، مشيرة إلى تمويل مناشدة الأمم المتحدة الإنسانية التي بلغت 2.7 مليار دولار من أجل اليمن فقط هذا العام بنسبة 28 بالمائة. وأكدت مسويا أيضاً حاجة العاملين بالإغاثة الإنسانية للوصول. ففي أول 7 أشهر من العام، سجلت 217 واقعة لتدخل أطراف بشكل مباشر في الأنشطة الإنسانية، بزيادة كبيرة عن 169 واقعة سجلت خلال عام 2023 بأكمله.

وأضافت مسويا: "عندما تستوفى أدنى المتطلبات لسلامة وأمن أفراد الأمم المتحدة والعاملين الآخرين بالإغاثة الإنسانية، نأمل بصدق في أن نتمكن من جديد في التوسع في برامجنا".

(أسوشييتد برس)

المساهمون