الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن وباء الكوليرا: الوضع "مقلق" في 11 دولة أفريقية

11 مارس 2023
تواجه ملاوي أسوأ تفش للكوليرا في تاريخ البلاد (فريدريك وارنيريد/فرانس برس)
+ الخط -

دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن تفشي وباء الكوليرا ووصوله إلى أبعاد "مقلقة" في 11 دولة أفريقية.

ودعت نائبة المدير الإقليمي لـ"يونيسف" ليك فان دي ويل، في بيان صادر عنها السبت، إلى الانتباه إلى تفشي وباء الكوليرا خاصة في منطقة جنوب أفريقيا. وقالت ويل، وفقاً لما نقلت عنها وكالة "الأناضول"، إن الوباء وصل إلى أبعاد "مقلقة" في 11 دولة أفريقية.

ويرتبط انتقال الكوليرا ارتباطاً وثيقاً بقصور سبل إتاحة المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي. وتشمل المناطق المعرضة للخطر الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، وكذلك مخيمات المشردين داخلياً أو اللاجئين.  

وأوضحت أن ملاوي وموزامبيق من بين البلدان الأكثر تضررا من الوباء، مبينة أنهم لم يتوقعوا أن يكون الوباء مميتا ومتفشيا إلى هذا الحد. وتواجه ملاوي أسوأ تفش للكوليرا في تاريخ البلاد. وقد استوطن المرض فيها منذ عام 1998 مع الإبلاغ عن فاشيات موسمية خلال موسم الأمطار.

وتعد بوروندي والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وجمهورية جنوب أفريقيا وموزامبيق ونيجيريا وكينيا والصومال من بين البلدان الأكثر تضرراً من وباء الكوليرا.

وفي سياق متصل، دعا وزراء الصحة والمياه والصرف الصحي والبيئة من 11 دولة في الجنوب الأفريقي، أمس، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتسهيل التعاون بشأن التأهب والاستعداد والاستجابة للتصدي لوباء الكوليرا والأمراض الأخرى المنقولة بالمياه وحالات الطوارئ الصحية العامة المتعلقة بالمناخ.

ووفقاً لبيان منظمة الصحة العالمية، فمع تسجيل 130,705 حالات كوليرا بما في ذلك 3052 حالة وفاة حتى الآن منذ عام 2022 في المنطقة الأفريقية، يمكن أن يؤدي الاتجاه المتصاعد بسرعة إلى تسجيل عدد أكبر من الحالات مقارنة بعام 2021 - وهو أسوأ عام للكوليرا في أفريقيا منذ ما يقرب من عقد من الزمان. كما تشهد المنطقة تفشي وباء الكوليرا في مناطق لا تتأثر عادة بالمرض.

في اجتماع وزاري رفيع المستوى حول "وباء الكوليرا وحالات الطوارئ الصحية العامة المتعلقة بالمناخ" في ليلونغوي عاصمة ملاوي، يومي 9 و10 مارس/آذار الجاري، اتفق الوزراء على "اتخاذ إجراءات عاجلة لتسهيل التعاون بين الدول الأعضاء في مكافحة الكوليرا وشلل الأطفال والتغيرات المناخية والتأهب والاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة ".

ونظمت الاجتماع حكومة ملاوي بدعم من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا) و"يونيسف".

وقالت وزيرة الصحة في ملاوي خومبيز كانودو تشيبوندا: "من خلال الاستعداد القوي والاستجابات المنسقة، نعتقد أنه من الممكن إنهاء تفشي الكوليرا في جنوب أفريقيا، وتحقيق الأهداف الإقليمية في القضاء على المرض لضمان مستقبل صحي لسكاننا". 

واعتبرت منظمة الصحة أن استمرار الكوليرا هو مظهر من مظاهر الثغرات في البنى التحتية والخدمات الخاصة بالمياه والصرف الصحي، وسوء النظافة، وضعف المراقبة والنظم الصحية والقوى العاملة لتسهيل الكشف المبكر للاستجابة السريعة للفاشية، فضلاً عن الالتزام السياسي غير الكافي لتأمين الموارد اللازمة.

بدورها، قالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا: "يمكننا هزيمة وباء الكوليرا وإنهاء التفشي الحالي في المنطقة وإنقاذ العديد من الأرواح، والتخفيف من تأثير حالات الطوارئ الصحية العامة المتعلقة بالمناخ، من خلال العمل معًا في شراكات متعددة القطاعات، بالالتزام السياسي الكافي والاستثمار".

في بيان مشترك، دعا الوزراء في الاجتماع إلى إنشاء فرقة عمل لتنسيق القضاء على وباء الكوليرا في أفريقيا، لتحقيق هدف القضاء عليه في العام 2030. 

والكوليرا مرض ينتقل عن طريق المياه، ويسبب إسهالا حادا يهدد الحياة إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرّض الأطفال الذين يعانون سوء التغذية وتقل أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة به.

يذكر أن انتشار الكوليرا في القارة الأفريقية يأتي في سياق تزايد الظواهر المناخية المتطرفة، والصراعات، والتفشي المستمر لأمراض أخرى مثل فيروس شلل الأطفال البري، فضلاً عن محدودية الموارد المالية وإجهاد القوى العاملة الصحية بسبب الاستجابة لجائحة كوفيد-19.

المساهمون