دعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى التحقيق في حريق تسبب بمقتل عشرات المهاجرين في مركز لاحتجاز مهاجرين أفارقة في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد أن اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحوثيين بإطلاق "مقذوفات مجهولة" عليهم خلال تظاهرة للمطالبة بتحسين ظروف إقامتهم.
ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، الثلاثاء، أمام مجلس الأمن، إلى إجراء "تحقيق مستقل" في الحريق الذي أودى بحياة عشرات المهاجرين، معظمهم من الإثيوبيين، الأسبوع الماضي، مؤكداً أنه تسبب "بعشرات القتلى، وبإصابة أكثر من 170 شخصًا بجروح خطيرة".
ويسيطر الحوثيون على العاصمة وغالبية مناطق شمال اليمن، منذ اندلاع النزاع على السلطة في 2014، مع الحكومة المعترف بها دوليا، ويخوضون معارك يومية مع القوات الموالية للسلطة في صراع أحدث دمارا هائلا في البلد الفقير.
وقال غريفيث: "تم تذكير العالم بمحنة المهاجرين الأسبوع الماضي عندما اندلع حريق غير عادي ومروع في مركز احتجاز في صنعاء يضم مهاجرين معظمهم إثيوبيون".
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الثلاثاء، إنّ "عشرات المهاجرين قضوا احتراقا في اليمن في 7 مارس/آذار، بعدما أطلقت قوات الأمن التابعة للحوثيين مقذوفات مجهولة على مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء، ما تسبّب في حريق"، وأوضحت أنّ حراس المركز ومسلحين آخرين نقلوا مجموعات من المهاجرين غالبيتهم من إثيوبيا إلى أحد المواقع بعد رفضهم تناول الفطور وحدوث مناوشات مع عناصر الأمن، وطلبوا منهم تلاوة "صلواتهم الأخيرة".
ودعت هيومن رايتش ووتش سلطات الحوثيين إلى "التواصل بشكل عاجل مع السلطات الإثيوبية التي يقبع مواطنوها في مراكز الاحتجاز اليمنية الخاضعة لسيطرة هذه الجماعة"، ونشرت المنظمة روايات مروعة نقلا عن ناجين تحدثوا عن التعرض للضرب والشتم ومشاهدة عشرات الجثث المتفحمة في الغرفة التي سجنوا فيها قبل اندلاع الحريق عقابا لهم على احتجاجهم.
وأظهرت تسجيلات مصورة عشرات الجثث المتفحمة وقد تكدست فوق بعضها بعضًا، بينما ردد شخص "لا إله إلا الله" وهو يبكي. وسار بين الجثث ناجون يبحثون عن أحياء في الغرفة الضيقة ذات الجدران الخرسانية.
وفي أديس ابابا، قال المتحدث باسم الخارجية ناديا مفتي إن الوزارة تلقت "تقارير عن مقتل 43 شخصًا بينهم العديد من الإثيوبيين في الحريق". كما تحدّثت الوزارة على صفحتها في فيسبوك عن دفن 43 منهم في اليمن، لكن التحقيق جار لتحديد عدد الإثيوبيين منهم".
وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أعلنت في البداية عن وفاة ثمانية مهاجرين، ثم تحدثت نقلا عن تقارير محلية عن وفاة نحو 60، داعية السلطات في صنعاء إلى السماح بالوصول "العاجل" لتقديم العلاج للمصابين.
من جهتهم، حمّل المتمردون منظمة الهجرة المسؤولية عن الحريق جراء عدم وجود مراكز إيواء مناسبة.
ورغم الحرب المستمرة منذ ست سنوات، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى نزوح الملايين في إطار أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم، يعتبر اليمن محطة عبور لعشرات الآلاف من المهاجرين الذين يسافرون بين القرن الإفريقي والسعودية ودول خليجية أخرى.
(فرانس برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
