الأمم المتحدة تدعم العودة الطوعية من مخيم الركبان إلى مناطق النظام السوري

09 سبتمبر 2021
سوريون خارج الركبان في عملية نقل سابقة (قسطنطين ماشولسكي/Getty)
+ الخط -

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في العاصمة السورية دمشق دعمه لعملية العودة الطوعية للسوريين الذين أبدوا استعدادهم لمغادرة مخيّم الركبان الواقع عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، جنوب شرقيّ البلاد، إلى مناطق سيطرة النظام.

وجاء في رسالة وجّهها المكتب إلى إدارة المخيّم واطّلع عليها "العربي الجديد"، أنّ منظمة الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري العامل في مناطق سيطرة النظام سيبذلان كلّ ما في وسعهما لتنفيذ هذه المهمة ونقل من يرغب من النازحين، الأفراد والعائلات، من المخيّم إلى مراكز إيواء في مدينة حمص وسط البلاد.

ونشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية آلية الخروج، طالباً من كلّ من يرغب في المغادرة تسجيل بياناته الشخصية، موضحاً أنّ فريق الأمم المتحدة والهلال الأحمر التابع للنظام السوري لن يدخلا إلى المنطقة 55. أضاف أنّه في حال سير كلّ الاستعدادات وفقاً للخطة، ستجري عملية المغادرة على دفعات عدّة في خلال ثلاثة أشهر، ابتداءً من سبتمبر/أيلول الجاري وحتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويقول رئيس هيئة العلاقات السياسية في البادية السورية ورئيس النقطة الطبية في مخيّم الركبان شكري شهاب لـ"العربي الجديد" إنّ الأمم المتحدة "لم تعلن أيّ ضمانات في ما يخصّ أمن النازحين في المخيّم تمنع اعتقال أيّ منهم، كذلك فإنّ عدد الراغبين في الخروج لا يتجاوز 40 عائلة من بين آلاف النازحين"، لافتاً إلى أنّ "المكتب في دمشق يدعم منذ سنوات دعاية النظام السوري المتعلقة بعودة النازحين".

وحول إتاحة الأمم المتحدة المجال أمام النازحين لاختيار وجهات أخرى غير مناطق النظام، من قبيل الشمال السوري، يقول شهاب إنّها "لم تقدّم أيّ مساهمة في هذا الأمر، بل روّجت فقط لما يسمّى عودة طوعية إلى مناطق النظام على الرغم من اعتقال الأفرع الأمنية مئات النازحين الخارجين من المخيّم قبل أشهر".

من جهته، يشير الناشط في مخيّم الركبان أبو عمر الحمصي لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "هذا الأمر تكرر أخيراً، إذ يشدّد النظام الخناق على أهالي المخيّم ويقطع الطحين والخبز عن الأهالي، لتأتي الأمم المتحدة والهلال الأحمر ويعلنا عن حملات عودة طوعية للخروج". يضيف الحمصي أنّه "لو كانت الأمم المتحدة صادقة فعلاً بدعم المغادرة الطوعية ومساعدة الأهالي في التخلّص من الحصار، لأنصتت إلى مطالب الأهالي وفتحت لهم الطريق للتوجّه إلى خارج مناطق النظام مثل الشمال السوري، أو على أقلّ تقدير ضغطت لإدخال المواد الغذائية والطبية". ويؤكد الحمصي أنّ "الفقر وغياب الخدمات الطبية والحصار باتا يجبران عائلات كثيرة على القبول بالعودة إلى مناطق سيطرة النظام، على الرغم من المخاطر الأمنية".

تجدر الإشارة إلى أنّ مخيّم الركبان أنشئ قبل نحو خمسة أعوام ليضمّ نحو 70 ألف نازح في ذروة استيعابه، فيما بقي اليوم منهم نحو 12 ألفاً و500 نازح يعانون من نقص حاد في الخدمات الطبية والإنسانية المختلفة وسط تضييق للحصار.

المساهمون